رام الله-
بالتكبير والتهليل تفاعل أهالي بلدة سلواد شمال شرق رام الله بعمليات إطلاق النار التي نفذها مقاومون الليلة الماضية، واستهدفت قوات الاحتلال التي اقتحمت البلدة.
عشرات الآليات العسكرية الإسرائيلية تمركزت على المدخل الشرقي لبلدة سلواد، وأغلقته لساعات، بالتزامن مع اقتحام الاحتلال لمنازل واستجواب سكانها.
تعد سلواد كبرى بلدات محافظة رام الله، ويمر من حدها الغربي الطريق الاستيطاني رقم 60، وتقع شرقها قمة جبل العاصور، وهي رابع أعلى قمة في فلسطين ويوجد فيه معسكر لجيش الاحتلال ورادارات لسلاح الجو.
أرض الأبطال
وتعود العلاقة الوطيدة بين بلدة سلواد والمقاومة الفلسطينية إلى بدايات القرن العشرين، إذ جرت على ثراها معارك طاحنة بين الجيش العثماني والقوات البريطانية.
ومن أبطالها التاريخيين الشيوخ محمد السلوادي وعبد الفتاح السلوادي ومحمد أبو رية وخليل عياد وعبد الحميد جودية، الذين كان لهم دور بارز في ثورة 36-39 وخاضوا معارك ضارية في مناطق وادي البلاط وعيون الحرامية وجنين.
في الأربعينات نشط أغلب شباب سلواد في جماعة الإخوان المسلمين التي افتتح فرعها في البلدة في 6/12/1945 وترأسه الشيخ جمعة موسى السلوادي، كما التحق بعضهم بدورات عسكرية في سوريا مثل المجاهد عبد الرزاق عبد الجليل الداروية.
وضم التشكيل المسلح في حينه 70 -100 مجاهد، منهم عبد الرحيم مشعل وموسى غليون ومصطفى أبو حلقين وزين الدين النجار وصالح النجار وغيرهم، وشارك في الدفاع عن القدس وحيفا.
في منتصف الخمسينيات تشكل في سلواد تنظيم طلائع الفداء لتحرير فلسطين، وامتد عطاؤها الى الستينيات ثم انتفاضة الأقصى.
خلية سلواد
خرجت سلواد العديد من خلايا كتائب القسام التي نفذت عمليات نوعية أثخنت في العدو.
ونفذت خلية سلواد، عدة عمليات استهداف لمركبات مستوطنين، ونقاط عسكرية مهمتها حماية مستوطنة عوفرة.
ونفذ أبطال خلية سلواد من أبناء كتائب القسام في 19/10/2003 عملية عين يبرود شرقي رام الله، والتي قتل فيها أربعة من جنود الاحتلال واستولى المجاهدون في حينه على أسلحة الجنود القتلى.
وأبطال عملية عين يبرود هم الأسرى خالد النجار وفرح الناطور وأحمد النجار وياسر حماد وكلهم من بلدة سلواد.
وعملت خلية سلواد القسامية ما يقارب الثلاث سنوات نجحت خلالها أن تسطر عمليات نوعية أثخنت في صفوف العدو من جنود ومستوطنين، وأن تفرض واقعا ً جديدا في منطقة رام الله وقراها لم يكن موجودا من قبل.
الخلية الثانية
وعام 2015 انطلقت خلية سلواد الثانية التي ضمت الأسرى في سجون الاحتلال أمجد وفايز وعبد الله ومعاذ حامد، إضافة الى المجاهد أحمد الشبراوي المعتقل في سجون السلطة.
ونفذت الخلية القسامية عمليات فدائية أدت لمقتل وإصابة مستوطنين في منطقة رام الله، ونفذت عدة عمليات عام 2015م في الفترة التي سبقت انتفاضة القدس.
وأبرز عمليات الخلية هي قتل مستوطن وإصابة آخرين في 29/6/2015م قرب مستوطنة “شفوت راحيل”، وشكلت إحدى العوامل التي ساهمت في إشعال حمية الشباب وانتفاضة القدس.
عائلات مجاهدة
وتشتهر سلواد بالعوائل المُقاوِمة، أمثال عائلة حامد التي ينتمي اليها القائد القسامي الأسير إبراهيم حامد الذي يتهمه الاحتلال بالوقوف وراء عمليات أدت لمقتل أكثر من 50 مستوطناً.
وعائلة حماد التي ينتمي إليها منفذ عملية عيون الحرامية ثائر حماد عام 2002، حيث قتل بـ24 رصاصة فقط 11 جنديًّا ومستوطنًا، وأصاب آخرين.