في واقع صعب وظروف تنعدم فيها أبسط مقومات الحياة، تواجه 32 أسيرة فلسطينية في “سجن الدامون” جريمة يومية يرتكبها الاحتلال بحقهن.
ووفق ما وصفته أمينة الطويل الناطقة باسم مركز فلسطين لدراسات الأسرى، فإن الحياة في سجن الدامون يملؤها المرض والتضييق على الأسيرات.
وأوضحت أن أكثر ما تعاني منه الأسيرات هي كاميرات المراقبة المنتشرة بين الغرف وفي ممرات السجن وساحاته.
حرمان من الحمام
وقالت الطويل إن الاحتلال يحرم الأسيرات من حياتهن الطبيعية، ويمنعن من استخدام الحمام لنحو 12 ساعة يومية.
وأشارت إلى أن حمامات الأسيرات في سجن الدامون توجد في الساحات خارج الغرف التي تغلق الساعة الخامسة من مساء كل يوم حتى صباح اليوم التالي.
ونبهت إلى أن كثيراً من الأسيرات المريضات لا يستطعن الوصول للحمام خارج غرفهن، وغيرهن من المصابات بالكلى يحرمن من الخروج فترة الليل للحمام.
وحسب الطويل فإن الاحتلال يستخدم الحمام كوسيلة لعقاب للأسيرات والضغط التضييق عليهن.
وإلى جانب ذلك رصدت المختصة في دراسات الأسرى، منع الاحتلال ادخال المستلزمات الخاصة بالأسيرات، وخاصة في فصل الشتاء حيث البرد القارس في سجن الدامون.
وقالت إن إدارة السجن تمنع إدخال الأغطية الشتوية، ووسائل التدفئة وتتعمد ببيع البطانيات الخفيفة بأسعار مرتفعة من خلال الكانتينا.
حرمان من العلاج
وتنتشر في “سجن الدامون” الأمراض المعدية والفيروسات، وسط حرمان من الرعاية الطبية اللازمة للأسيرات.
ووفق الباحثة أمينة الطويل فإن الاحتلال يرفض طلب الأسيرات بتوفير طبيبة نسائية في “سجن الدامون”، ويكتفي بوجود ممرض أو طبيب عام لا يزيد أمراضهن إلا ألماً
وذكرت بأن أصعب حالة مرضية هي للأسيرة إسراء جعابيص التي تحتاج لثماني عمليات جراحية لعلاج التقرحات، بعد أن وصل الحرق للحواس.
وقالت إن الاحتلال شرع جريمة بحق الأسيرات بإصدار قرار من المحكمة العسكرية، يمنع الأسير من العلاج أو استدعاء طبيب حتى على حسابه الخاص.
قوة وصمود
ورغم ما يتعرضن له، إلا أن الاحتلال عجز عن ترويض الأسيرات ووأد تفكيرهن وقناعتهن بالنضال، لأنهن حجر الأساس للقضية الوطنية.
وأكدت الطويل أن بعض الأسيرات تعرضن لظروف صعبة للغاية، لكنهن يعرفن هدف الاحتلال بأن تكون الأسيرة نقطة ضعف للمجتمع الفلسطيني.
وطالبت الطويل بوجود حملات مساندة للأسيرات وعوائلهن وأطفالهن، وأن تكون لحمة اجتماعية مع المعتقلات من مؤسسات المرأة للوقوف إلى جانب الأسيرات وحقهن بالدفاع عن أنفسهن.
حقائق مؤلمة
ووفق المعطيات فقد تعرضت 17 ألف فلسطينية للاعتقال في سجون الاحتلال منذ عام 1967.
وتقبع في سجون الاحتلال حاليا 32 أسيرة، بينهم أسيرتان قيد الاعتقال الإداري وهما شروق البدن وبشرى الطويل.
وتقضي 8 أسيرات أحكاماً بالسجن لمدة تزيد عن 10 سنوات، إضافة الى 5 أسيرات صدرت بحقهن أحكام من 4 الى 10 سنوات، وهن أسيرتين محررتين أعيد اعتقالها مرة أخرى.
وخلال العامين الجاري والماضي، استحوذت مدينة القدس على أعلى نسبة اعتقال في صفوف النساء بنسبة 45%.
وصدر بحق 17 أسيرة فلسطينية أحكام أعلاهن الأسيرتان شروق دويات، وشاتيلا أبو عياد (16 عاما)، والأسيرتان عائشة الأفغاني ميسون الجبالي (15 عاما) التي تعتبر عميدة الأسيرات.
ويوجد بين الأسيرات، أسيرة قاصر (15 عاما)، هي نفوذ حماد من حي الشيخ جراح بمدينة القدس.