تبلغ مقامات أمهات الشهداء تضحيات أبنائهن، وهنّ يرسمن لوحات من الإقدام والشجاعة كفعل فلذات أكبادهن، فيضحين بصبرهن الممتد مع دماء أبطالهن أيقونات للفخر ومعالم للعزة وتيجانًا على رؤوس الأحرار.
وكما أثارت إساءة محافظ نابلس لأمهات الشهداء بوصفهن بـ”الشاذات” غضبًا واسعًا، عمّ افتخار واسع وكبير بأمهات الشهداء وفدائهن وتضحيات أبنائهن.
درة التاج والفخار
بنان أبو الهيجا، نجلة القيادي الأسير جمال أبو الهيجا، نشرت عبر حسابها “فيسبوك” صورة لوالدتها وبجوارها ابنها الشهيد حمزة، ودونت: “عِشْ مِثْلَمَا وَلَدَتْكَ أمُّكَ بَاسِلًا.. إِنَّ الحَرَّائِرَ ﻻَ يَلِدْنَ ضِبَاعَا”، وأكدت على أن أمهات الشهداء درة التاج.
وتمثل الأسيرة المحررة أسماء أبو الهيجا، زوجة القيادي “جمال”، نموذجًا لحجم التضحية والعطاء، تجتمع في بيتها حكاية الشهيد والأسير والجريح والمقاوم، حيث استشهد نجلها “حمزة” عام 2014 بعد مطاردة لسنوات، ويعتقل الاحتلال زوجها وأبناءها.
وقال القيادي في حركة حماس مصطفى أبو عرة إن أمهاتنا أمهات الشهداء تيجان فخار للأمة كلها، والطاعنون بهن لا يستحقوا أن يكونوا مكانس بأيديهن الطاهرة كما قالت أم الشهيد مهند الحلبي “أنه لا يستحق أن يكون مكنسة في بلدية نابلس”.
وكتبت المرابطة المقدسية خديجة خويص: “هؤلاء يُعرفون من سقطات ألسنتهم، ولن يضرّ السّحاب نباح الكلاب، وستظلّ أمّهات هذا الوطن ولّادات أبطال يفدون هذا الوطن”.
وعقب محمد عليان، والد الشهيد المقدسي بهاء عليان، بقوله: “أمهات الشهداء لا يطالبن بالاعتذار، فمن يبني عرين الأسود لا يأبه لنباح الكلاب”.
تيجان الرؤوس
الشاب وسيم سمور، شقيق الشهيد تامر، نشر عبر حسابه صورة والدته، ودوّن: “هذه أمّي الحاجة أم سامر، ابنها الشهيد تامر في طولكرم، مثل أي أم فلسطينيّة استقبلت نبأ استشهاد شقيقي بالزغاريد، ولا زالت تحبس دموعها عند ذكر اسمه ولكنها تعلم في قلبها أن قدر الله نافذ”.
وأضاف: “أمّي اليوم وصفت مع أمهات الشهداء بأنهن أمهات “شاذّات” لم يصفها الاحتلال الإسرائيلي من قبل بهذا الوصف، ولكنها وصفت هكذا من قبل محافظ نابلس، مؤكدا بذلك أنه أداة متحركة بيد الصهاينة”.
وأردف: “العزيزة أمّي، العزيزات أمّهات الـشـهـداء الأكرم منّا جميعا، دمتن نجوماً نتحسس بها طريقنا نحو هذا الوطن.. اجريكن فوق راسو وراس كل واحد بشد عأيدو”.
أما الشاب مصعب التميمي، قال: “أمهات الشهداء تاج على رؤوسنا، نفتخر بهن وتقدرهن، ونحن لا نعزيهن بل نبارك لهن باستشهاد أبنائهن”.
وتابع موجها رسالة لمحافظ نابلس: “عندما تحكي عن أمهات الشهداء شاذات، بدك تعرف انو أمهات الشهداء خط أحمر وانو كنادرهم بشرفوك، وحسبي الله في كل متخاذل ومنسق، والمجد للشهداء والمقاومين”.
إدانات فصائلية
وقالت حركة حماس إنّ التصريحات التي تفوّه بها محافظ نابلس إبراهيم رمضان، والتي تعرّض فيها بالإساءة المباشرة للمقاومة ولأمهات الشهداء، تصريحات مُدانة وغير مسؤولة، وخارجة عن الإطار الوطني والأخلاقي الذي يلتزم به شعبنا الصامد المجاهد.
وأضافت: “إن محاولات محافظ نابلس صد المقاومين في نابلس عن طريقهم انطلاقًا من أنّ المقاومة لا جدوى منها، هي رؤية صهيونية لا تعبّر عن قناعات شعبنا المجاهد، الذي اتّخذ من المقاومة سبيلاً للخلاص من المحتل، بعدما أحال نهاره وليله إلى كوابيس متلاحقة، ورأى العالم جيشهم المهزوز أمام بسالة مقاومينا الأبطال”.
وأكدت حركة الجهاد الإسلامي أن من يتجرأ على أمهات الشهداء لا يكون إلا خارجًا عن الصف الوطني.
وشددت أن التصريحات المشينة التي تلفظ بها محافظ نابلس لا تدل على أنه لا يعيش واقع معاناة أمهات فلسطين، وينسجم مع دعاوى الاحتلال لقتلهم وتشريدهم.
كما طالبت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، والجبهة الديمقراطية، محافظ نابلس، بالاعتذار وتقديم استقالته فورًا.
وقالت الجبهتان، في بيان مشترك، إنه “في الوقت الذي يخوض فيه شعبنا معركة الاستقلال والحرية، وتقدم الأمهات الماجدات فلذات أكبادهن فداء لفلسطين وأرضها، يطل علينا محافظ محافظة نابلس بتصريحاتٍ مستهجنة ومرفوضة في وصف أمهات الشهداء”.