طالب أهالي بلدة فراسين جنوب غربي جنين، بتوفير مقومات الحياة الضرورية وخاصة مياه الشرب والكهرباء والطرق، التي تمكنهم من الصمود في أرضهم أمام أطماع الاحتلال والمستوطنين.
وقال المواطن يعقوب محمد أحد سكان فراسين، إن القرية تعاني من سوء الخدمات وعدم توفر مياه صالحة للشرب وكهرباء وطرق.
وأوضح أن السكان يعتمدون على مولدات الكهرباء، وخزانات المياه التي تنقل عبر الجرارات من القرى المجاورة وتكلفهم مبالغ كبيرة.
كذلك اشتكى المواطن محمد من الطرق السيئة جداً، والتي لا تتمكن السيارات من سلوكها للوصول إلى المنطقة.
وأشار إلى أن المياه التي تصل لفراسين لا تستخدم إلا للماشية والزراعة فقط وغير صالحة للشرب، قائلاً إنهم طلبوا من بلدية قفين والبلديات المجاورة توفير المياه لكنها لم تستطع.
ويعيش في قرية فراسين نحو 200 نسمة في أكثر مت 6 آلاف دونم، تقع بين مستوطنتين وتتوسط الطريق بين طولكرم وجنين.
وأكد المواطن محمد أنهم يتعرضون للتضييق من الاحتلال والمستوطنين الذين يمنعونهم من الزراعة والرعي.
وأوضح أن الاحتلال يمنعهم من بناء أي غرف أو بركسات أو زراعة، أو أي مظهر من مظاهر التوسع في أراضيهم.
ويعيش سكان فراسين في كهوف ومغر أو خيام وبيوت من الصفيح، في مواجهة الاحتلال الذي يمنعهم من البناء في قريتهم وعلى أرضهم بهدف ترحيلهم وتهجيرهم لتوسيع المستوطنات وربطها ببعضها.
وفي أوائل أغسطس 2020 سلم الاحتلال 36 إخطارًا تقضي بهدم كل منشآت ومنازل القرية، لإزالتها بشكل كامل.
كما كثّف الاحتلال من عمليات الاقتحام للمنازل بهدف خلق حالة من الرعب في صفوف السكان، تضاف إلى سلسلة من الإجراءات القمعية كمنع البناء، ومنع استصلاح الأراضي الزراعية عبر مصادرة المعدات والآليات، وملاحقة العاملين، واستهدافهم بالضرب والاعتقال.
ربط المستوطنات
وتحاول قوات الاحتلال إفراغ القرية والسيطرة عليها لوقوعها حول مستوطنة “حرميش” ومستوطنة “ميفودوتان”، وربطهما بالتجمع الاستيطاني المقام غرب محافظة جنين.
ويأتي ذلك في سياق عملية الضم لمنع إخلاء أي مستوطنة معزولة، كما أنها ستؤدي إلى فصل محافظة طولكرم تماما عن محافظة جنين.
وهي السياسة التي يعتمدها الاحتلال لخلق كانتونات فلسطينية معزولة في الضفة، مقابل تعزيز التواصل الجغرافي والبشري للكتل الاستيطانية.
ومنذ فترة طويلة يواصل الاحتلال التضييق على العائلات في قرية فراسين، من خلال تهديدات بالتهجير من المنطقة.
تصنيفات أوسلو
صنفت اتفاقيات أوسلو، أراضي فراسين كافة ضمن المنطقة ج، ما وضعها رسمياً تحت السيطرة الكاملة لقوات الاحتلال.
بعد إنشاء بؤرة استيطانية قرب مستوطنة “حرميش”، بدأت معاناة أهالي قرية فراسين تتضاعف، حيث باتت طائرة استطلاع صغيرة تحوم فوق رؤوسهم كلما بادر أحدهم لبناء منزل من الصفيح، أو عمل على استصلاح أرضه الزراعية.
بعد ذلك منعت ما تسمى بالإدارة المدنية التابعة لقوات الاحتلال المواطنين من القيام بأي إنشاء جديد، سواء من الصفيح أو الطوب، أو استصلاح الأراضي.
موقع استراتيجي
ويعود تاريخ فراسين الى مئات السنين، فقد كانت خطًّا تجاريًّا يمر بقرية أم الريحان ثم قرية زبدة وخربة فراسين، مروراً إلى الجنوب الفلسطيني إلى مصر عبر التاريخ.
وتبلغ مساحة أراضيها 6672 دونماً ويحيط بها أراضي قرى زبدة ويعبد وقفين والنزلة الشرقية والنزلة الوسطى نزلة أبو نار، كما أنها ترتفع القرية عن سطح البحر حوالي 200 متر، فيما يبلغ عدد سكانها ما يقارب 200 نسمة.