تحل ذكرى عملية اغتيال الوزير الصهيوني “رحبئام زئيفي” التي نفذتها ثلة من فدائيي الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، في وقت تموج فيه الضفة الغربية بالثورة والانتفاضة.
21 عاماً بين الرصاصات الثلاث التي أطلقها الفدائي حمدي القرعان على رأس “زئيفي”، والرصاصات السبع من فدائي شعفاط الذي نفذ عملية نوعية في الثامن من أكتوبر الجاري قتل فيها مجندة وأصيب آخرون.
دلالة الصفر والمكان
تجتمع الرصاصات العشر في المسافة والمكان والوسيلة، فهي أطلقت من نقطة صفر فأصابت رؤوس قادة الاحتلال وجنوده، أما المكان فهو في القدس المحتلة التي ظن العدو أن الفلسطيني قد يرضخ لتهويدها وسلب مسجدها.
كذلك الوسيلة، فهي مسدس صغير رخيص الثمن لا يحتوي إلا بضع رصاصات، لكنه قوي الأثر قد يربك دولة كاملة إن استخدم جيداً.
أما الزمن، فلشهر أكتوبر حظ كبير بأنه سيبقى يسطر كل عام ذكرى البطولة والعمليات النوعية.
جرأة وتحدي
وتحمل العمليتان في تفاصيلهما جرأة الفدائي الفلسطيني الذي يفكر ويخطط بشكل جماعي وتنظيمي أو حتى فردي، ففي عملية اغتيال “زئيفي” تمكنت المجموعة الفدائية من الوصول لفندق حياة بالقدس المحتلة متخطية كل المعيقات الأمنية.
أما في عملية شعفاط فميزها قدرة المنفذ على مفاجأة قوات الاحتلال على الحاجز، والوصول الى المكان المحدد، ومن ثم الانقضاض عليهم وشل حركتهم قبل أن يبدأوا بالرد.
وامتلك المقاوم القدرة على الانتقال إلى ميدان يملك فيه العدو السيطرة والوصول للهدف من حيث لا يتوقع.
ولعل ما مكن عمليتي شعفاط واغتيال “زئيفي” من النجاح هو السرعة والسرية وعامل المفاجأة والتخطيط الجيد.
وفي المهمتين تمكن المنفذون من الانسحاب بسلام، ولم يستطع الاحتلال اعتقال منفذي عملية اغتيال “زئيفي” إلا عام 2006 بعد أن اعتقلتهم أجهزة أمن السلطة في سجن أريحا.
أما فدائي شعفاط فلا يزال حراً تعجز سلطات الاحتلال بأجهزتها الأمنية كافة الوصول إليه بفضل الحاضنة الشعبية التي أربكت العدو وأفشلت كل جهوده.
وشهدت الضفة الغربية والقدس كثير من العمليات الفدائية الجريئة التي نفذت من نقطة صفر، كعملية الأسير منتصر شلبي على حاجز زعترة العسكري بنابلس العام الماضي، والتي أسفرت عن مقتل مستوطن وإصابة 2 آخرين.
وكان للصفر حديث آخر مع الأسير القسامي عاصم البرغوثي الذي نفذ عملية بطولية عام 2019 قرب رام الله، وقتل خلالها جنديان من قوات الاحتلال كرد سريع على اغتيال شقيقه صالح.