شهدت الأغوار الفلسطينية اليوم عملية إطلاق نار بطولية استهدفت حافلة إسرائيلية على شارع 90 قرب غور الأردن، وأصيب على إثرها 7 جنود من جيش الاحتلال يرقد اثنان منهم في العناية المكثفة.
وأكد مختصون أن العملية البطولية تمثل ضربة أمنية، وعملية نوعية ضمن مرحلة جديدة في تطور المقاومة بالضفة الغربية.
ولطالما كانت الأغوار على اتساعها قبلة للمجاهدين في تنفيذ عمليات بطولية نوعية أرّقت الاحتلال، رغم ما تشهده من تشديدات أمنية وعسكرية كبيرة لتأمين المستوطنات الممتدة على الأراضي الفلسطينية.
ففي 1/1/1990م؛ كمن المجاهد الأسير محمد بشارات من بلدة طمون في أول عملية له لثلاثة مستوطنين قرب مغتصبة “الحمرا” في منطقة غور الأردن، فقتل أحدهم وأصاب آخرين بجراحٍ خطرة ثم انسحب بعد اغتنامه لسلاح أحد المستوطنين.
الاستشهادي الأول
وفي عام 1993 جهز المهندس القائد يحيى عياش سيارة مفخخة تحمل لوحة ترخيص إسرائيلية، وبعد عدة عمليات رصد واستطلاع، اختار مقهى “فيلج إن” الذي يعج عادة بجنود الاحتلال، ويقع في مستوطنة “ميحولا” القريبة من منطقة ” عين البيضاء” على بعد (15) كيلو متر من نهر الأردن.
وفي يوم الجمعة الموافق 16 نيسان/إبريل 1993 فجر المجاهد القسامي ساهر حمد الله تمام من مدينة نابلس، سيارته المفخخة في ساحة مقهى “فيلج إن”
وأسفر الانفجار عن سقوط عشرات القتلى والجرحى من المستوطنين واحتراق حافلتين وإلحاق أضراراً كبيرة بالمطعم، لتكون أول عملية استشهادية في تاريخ المقاومة الفلسطينية.
عملية “الحمرا”
ورداً على اغتيال القائد القسامي يوسف السركجي قامت إحدى مجموعات كتائب القسام بتنفيذ عملية بطولية في 6/2/2002 باقتحام مستوطنة ” الحمرا ” شرقي مدينة نابلس.
وأسفرت العملية التي نفذها الشهيد محمد زياد الخليلي من نابلس والأسير المحرر سعيد بشارات والأسير ناجي بشارات من طمون، عن مصرع أربعة جنود ومستوطنين إصابة أربعة آخرين.
بعد ذلك بشهر واحد، أغار المجاهدان القساميان الشهيد أحمد علي عتيق (19) عاماً من بلدة برقين قضاء جنين، والشهيد صالح محمد كميل (28) عاماً من بلدة قباطية، في 19/3/2002 على معسكر “تياسير” العسكري الإسرائيلي قرب طوباس.
واشتبك المجاهدان عتيق وكميل مع جنود الاحتلال لمدة أربع ساعات، وتمكنا من الوصول إلى خيمة القيادة، وقتل ضابط إسرائيلي وجرح ثلاثة جنود آخرين، قبل أن يستشهدا.
وفي عام 2013؛ نفّذ الأسيران عودة فريد حروب وبشير أحمد حروب بتاريخ 11/10/2013 عملية بطولية ضد جنود الاحتلال في مستوطنة “هبكعاه” في الأغوار، وقتل خلالها الضابط الإسرائيلي “يايا عوفر”.
وفي عام 2015؛ استشهد الفدائي المقاوم حماد جمعة رومانين، بعد تنفيذه عملية إطلاق نار بطولية على حاجز الحمرا في الأغوار الفلسطينية.
ملجأ الفدائيين
وفي العام 1968 وتحديدا في الثالث عشر من نيسان، كانت قرية فصايل في الأغوار على موعد مع معركة “الصوانة” التي قتل فيها 5 من جنود الاحتلال.
وحدثت في ذات المكان، معارك أخرى منها معركة “الطاقة” والتي ارتقى خلالها شهيد وتم أسر 13 مقاتلا هم كامل المجموعة.
وغير بعيد في الجهة الجنوبية من القرية، حدثت معركة “كريكر”، ويعتقد أن جثامين الفدائيين ما زالت تحت أنقاض المغارة التي تم قصفها بمدفعية الاحتلال.
وفي معركة أخيرة حامية الوطيس وهي معركة “الصير” قتل 17 جنديا إسرائيليا حسب اعتراف الإذاعة الإسرائيلية في ذلك الوقت.
ولا تزال آثار هذا المكان موجودة في جبال فصايل وحول عيونها ولا تزال المغارات المحاذية للمنطقة شاهدة عيان على أقدام كثيرين ممن كانوا يقطعون نهر الأردن نحو قرية دوما ثم المغير للوصول إلى مناطق عسكرية إسرائيلية وتنفيذ عمليات فدائية.