أعادت قوات الاحتلال الإسرائيلي، صباح اليوم الأحد، إغلاق المسجد الأقصى المبارك بشكل كامل، وأجبرت المصلين على الخروج منه، ضمن التشديدات المتواصلة لليوم التاسع على التوالي.
وأفادت مصادر محلية أن قوات الاحتلال أعادت إغلاق المسجد الأقصى المبارك وأجبرت المصلين على الخروج منه، فيما لم تسمح سوى للحراس وموظفي الأوقاف من الدخول.
وكانت قد اقتحمت قوات الاحتلال الاسرائيلي، منتصف الليلة الماضية، المصلى القديم في المسجد الأقصى المبارك، وعبثت بمحتوياته، بعد كسر الخزائن، وتفتيش المكان بوحشية.
واعتقلت قوات الاحتلال أربعة من حراس المسجد الأقصى، وهم: محمد عرباش، رمزي الزعانين، باسم أبو جمعة، وإياد عودة، كما أجرت تحقيقات ميدانية مع عدد آخر من الحراس، وأحد رجال الإطفاء داخل الحرم.
ويأتي هذا الاعتداء ضمن سياق متصاعد من الانتهاكات المتكررة بحق المسجد الأقصى وموظفيه، حيث تُواصل قوات الاحتلال سياسة الاستدعاءات والاعتقالات والاقتحامات اليومية، في محاولة لفرض السيطرة على إدارة المسجد وتقويض دور الأوقاف الإسلامية في القدس.
في السياق ذاته، تواصل سلطات الاحتلال فرض قيود مشددة على دخول المصلين لليوم التاسع على التوالي، تحت ذريعة “الطوارئ” بسبب عدوان الاحتلال على إيران، وسط تحذيرات من خطورة هذا النهج على الوضع التاريخي والقانوني القائم في المسجد الأقصى المبارك.
تحريض على الأقصى
ضمن تحريض مستمر على هدم الأقصى، نشر الصحافي الإسرائيلي المتطرف”ينون ماجال” عبر حسابه على منصة “X” صورة ساخرة مُنتَجة بالذكاء الاصطناعي، تُظهر مايبدو كقاعدة طائرات حربية وهمية تحت المسجد الأقصى، في محاولة للتحريض على قصفه.
وأرفق ماجال الصورة بتعليق قال فيه: “قاعدة جوية سرية تابعة لجيش الدفاع الإسرائيلي في القدس… لا تكشفها أو تشاركها خشية تعرّضها للهجوم.”
ويُذكر أن استخدام صور الذكاء الاصطناعي في التحريض على هدم المسجد الأقصى قد تزايد مؤخراً من قبل المستوطنين، بشكل واضح وواسع، ودون مسائلة تذكر.
دعوات للحشد والنفير
وتتواصل الدعوات المقدسية الواسعة لأهالي القدس والداخل الفلسطيني المحتل للحشد والنفير والتوجه إلى المسجد الأقصى المبارك، والمشاركة في الرباط وأداء صلاة اليوم الجمعة، وذلك بعد أن أعادت قوات الاحتلال فتح أبوابه، عقب إغلاق دام أيام.
وشددت الدعوات على ضرورة الحشد والنفير، والتصدي لقرارات الاحتلال بالإغلاقات أو بتحديد عدد المصلين، مؤكدة أهمية التوجه المكثف إلى الأقصى بعد إعادة فتحه، وأداء الصلوات فيه، باعتبار ذلك خطوة عملية لمواجهة إجراءات الاحتلال، وكسر محاولاته لعزل المسجد عن محيطه الشعبي والديني.
وذكر الناشطون أن الرباط في الأقصى في هذا التوقيت الحرج يمثل صموداً شعبياً في وجه التصعيد الاحتلالي، ورسالة واضحة بأن المسجد الأقصى خط أحمر لا يمكن تجاوزه، مهما كانت الظروف والتحديات.
وكانت قوات الاحتلال قد أغلقت المسجد الأقصى بشكلٍ كامل صباح الجمعة 13 حزيران/ يونيو 2025، وذلك مباشرة بعد صلاة الفجر، حيث اقتحمت القوات الإسرائيلية المسجد وأجبرت المصلين على المغادرة، قبل أن تغلق جميع بواباته، وجاء هذا الإجراء بالتزامن مع بدء العدوان على إيران.