تواصل إدارة سجن “نفحة” الاحتلالي عزل القيادي في حركة حماس، الشيخ جمال أبو الهيجا انفراديا عقب اعتداءات متصاعدة عليه بشكل بات يشكّل خطرا حقيقيا على حياته.
و أفادت مصادر عائلية، أنه وفقًا للمعلومات الواردة فإن الشيخ أبو الهيجا تعرض للاعتداء العنيف ثلاث مرات خلال الشهر الماضي، في اعتداءات متعمدة باتت تُشكّل خطرٱ حقيقيّٱ على حياته.
وأوضحت العائلة أن القيادي أبو الهيجا نُقل مؤخرًا إلى العزل الانفرادي بعد هذه الاعتداءات، وسط ظروف قاسية ومهينة، تفتقر لأدنى مقومات الرعاية الصحية والإنسانية؛ خاصة أنه قد بترت يده اليسى خلال فترة المطاردة التي سبقت اعتقاله.
وتأتي هذه الاستهدافات بحق القيادي أبو الهيجا في إطار سياسة منهجية تتبعها إدارة السجون الإسرائيلية بحقِّ قيادات الحركة الأسيرة، بهدف كسر إرادتهم وعزلهم عن محيطهم، خاصة في ظل تصاعد القمع منذ تولي الوزير المتطرف بن غفير المسؤولية عن سجون الاحتلال في الحكومة اليمينية المتطرفة، وارتفعت وتيرة القبع عقب العدوان وحرب الإبادة على غزة.
القيادي أبو الهيجا
وأمضى الأسير القيادي في حركة “حماس” جمال عبد السلام أبو الهيجا (61 عاماً) من سكان مخيم جنين، 22 عاماً في سجون الاحتلال الإسرائيلي، وذلك منذ اعتقاله بتاريخ 26/8/2002.
وولد أبو الهيجا في مخيم جنين شمال الضفة الغربية المحتلة عام 1959، متزوج وله أربعة من الأبناء وابنتان، درس في مدارس وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين، ثم حصل على دبلوم التربية الإسلامية في الكلية العربية بعمان عام 1980.
وتميّز الشيخ باحتضانه ودعمه لكل المقاومين حتى أن منزله كان المأوى للمقاتلين من جنين وكل مدن الضفة الغربية المحتلة، ومع بداية الانتفاضة الأولى كان من المتصدرين للمسيرات، ويتقدم إلى الصف الأول بالمواجهة، حاملاً المقلاع بيده، على بعد أمتار من حواجز الاحتلال، وعمل ناطقًا باسم حماس ومنسقًا لها في لجنة القوى الوطنية والإسلامية في سنوات الانتفاضة الأولى.
قاد معركة جنين
اعتقل الشيخ أبو الهيجا أربع مرات منذ عام 1990، وأمضى ما مجموعه خمس سنوات ونصف في سجون الاحتلال قبل اعتقاله الأخير، حيث تولى قيادة كتائب القسام في مخيم جنين، وشارك في مواجهات الانتفاضة الثانية، وأصيب عدة إصابات.
وقاد معركة مخيم جنين وقاتل فيها ببسالة إلى أن أصيب بالرصاص المتفجر خلال تصديه مع فصائل المقاومة المسلحة لحصار واجتياح مخيم جنين عام 2002، الأمر الذي أدى إلى بتر يده اليسرى، ورفض تسليم نفسه، وبقي مطارداً للاحتلال.
وقصفت طائرات الاحتلال منزله ما أدى لتدميره بالكامل وتشريد عائلته، ووضعته على قائمة المطلوبين.
9 مؤبدات
وفي 26 أغسطس 2002 استطاعت وحدات خاصة تتبع للاحتلال اعتقاله، وحكم عليه لاحقا بالسجن المؤبد 9 مرات بتهمة قيادة كتائب القسام وقيادة العمل العسكري في مخيم جنين إبان الاجتياح، وتوجيه عدد من العمليات الفدائية.
صنفه الاحتلال بالأسير الخطير، واستخدم بحقه كل أشكال التعذيب على مدار شهرين كاملين، ثم نقله إلى العزل الانفرادي وقضى فيه نحو 10 سنوات، وخرج منه بعد إضراب الكرامة الذي خاضه الأسرى عام 2012، واستمر 28 يوماً، وأوقفوا خلاله سياسة العزل في حينه.
عائلة مجاهدة
ولم يتوقف الأمر عند اعتقال الاحتلال للقائد جمال أبو الهيجا، فقد تعرض أغلب أفراد عائلته للاعتقال، فاعتقلت ابنته المحامية “بنان” بالإضافة إلى زوجته التي مكثت في الاعتقال الإداري 9 أشهر عام 2003م، فيما استشهد نجله “حمزة” في اشتباك مسلح مع جنود الاحتلال في مارس 2014 بعد مطاردة لعدة سنوات.
ويُشار إلى أن أبناء الشيخ الآخرين “عبد السلام وعاصم ” معتقلون أيضًا في سجون الاحتلال منذ ما يزيد عن ثلاث سنوات، فيما تواصل أجهزة أمن السلطة اعتقال نجله الثالث الأسير المحرر عماد الدين أبو الهيجا لليوم الـ 141 على التوالي والذي عانى ويلات سجون الاحتلال لسنوات.