نابلس-
توافق اليوم الذكرى السنوية الحادية وعشرين لاستشهاد المهندس الثالث في كتائب الشهيد عز الدين القسام أيمن عدنان حلاوة، والذي اغتالته بواسطة سيارة مفخخة كان يستقلها في منطقة جامعة النجاح في نابلس يوم الاثنين الموافق 22 تشرين الأول/ أكتوبر لعام 2001.
ولد القائد القسامي أيمن حلاوة في مدينة نابلس بتاريخ 27 تشرين الأول/ أكتوبر 1974، وتزوج بعد خروجه من السجن من ابنة عمه، التي انتظرته 33 شهراً فترة اعتقاله، وأنجب منها طفلاً أسماه عدنان، وجاءت مطاردته بعد ولاة ابنه بشهر.
تمتع شهيدنا بدرجة رفيعة من الأدب والأخلاق العالية وحسن العلاقة مع الآخرين، وأصبح محبوب جداً بين أهله وأصدقائه وكل من يتعرف عليه، وقد كان ملتزماً في الدعوة والعبادات، واتسم بصفة الكتمان والإخلاص واستعداده العالي للتضحية والفداء، ولم يتخاذل يوماً بل كان مقداماً دائم الاستعداد رهن الإشارة، وله أربعة أشقاء وشقيقة واحدة، هو الأكبر بين أشقائه وتوفي والده عام 1996.
التحق أيمن بكلية الهندسة الكهربائية في جامعة بيرزيت قسم الهندسة الكهربائية، واعتقلته قوات الاحتلال قبل تخرجه بشهر فقط، وجرى اعتقاله مرتين لمدة 3 أيام، والثانية عام 1998 لمدة 30 شهراً قضاها في سجون الجلمة وعسقلان ونفحة وبئر السبع والرملة وتحقيق مجدو.
المشوار الجهادي
تواصل مشوار المهندس القسامي الجهادي، فقد أصيب في 28 أيار/ مايو 2001، ومنذ ذلك الوقت أصبح مطارداً للاحتلال، وقد كان قدئداً في كتائب الشهيد عز الدين القسام بمنطقة نابلس، وكان من مهندسي الكتائب الذي أذاق بعملياته الاحتلال أشد عذاب، وأطلق عليه المهندس الثالث في كتائب القسام.
وتعرض حلاوة فترة اعتقاله إلى التعذيب الشديد وذلك في سجن الجلمة، ومن الأساليب التي تعرض لها الشبح المتواصل والحرمان من النوم ومحاولة كسر الضلع أو الظهر، ما أدى إلى سقوطه مغشياً عليه لمرات عديدة أثناء التحقيق، وكان يعاني من حالة نفسية سيئة بسبب التعذيب والعزل الانفرادي في الزنازين.
وأعلن شهيدنا القسامي في ذلك الوقت الإضراب المفتوح عن الطعام، لمدة أسبوع، احتجاجاً على الأوضاع المعيشية السيئة، التي يعيشها المعتقلون على أيدي المحققين الصهاينة.
ووجهت سلطات الاحتلال تهمة لأيمن بأنه قائد كتائب القسام في نابلس، وضلوعه في قتل عشرات الصهاينة وإصابة المئات بجروح خلال هجمات نفذتها الكتائب.
وكان يقف وراء الهجوم الاستشهادي الذي وقع في ملهى الدولفانيم بمدينة تل أبيب، وأسفر عن مصرع 23 مجندا صهيونيا، وكان خبيراً في مجال صناعة المتفجرات، وأعد العبوة الناسفة التي استخدمت في تفجير ملهى الدولفانيم، كما أنه كان يقف وراء هجمات أخرى أسفرت عن مصرع 48 مستوطنا وإصابة أكثر من مائتي وخمسة وتسعون مستوطن آخر بجروح.
واتهم الاحتلال أيضاً الشهيد حلاوة بإعداد الاستشهاديين في منطقة نابلس، إلى جانب مشاركته في عمليات التفجير التي جرت عام 1997 بمدينة القدس المحتلة، وورد اسمه ضمن لائحة قدمتها أجهزة أمن الاحتلال لأجهزة السلطة، وطالبت فيه باعتقال وتسليم الشهيد إليها.
عرس الشهادة
كان أيمن على موعد مع الشهادة صائماً، وقامت قوات الاحتلال باغتياله مساء يوم الاثنين 22/10/2002، عبر تفخيخ سيارة كان يستقلها في منطقة جامعة النجاح في نابلس، وتحديداً أمام مستشفى نابلس التخصصي، وقد أصيب في الحادث شخصان آخران كانا بالقرب من السيارة.
وشهدت مدينة نابلس إضراباً شاملاً وحداداً على روح الشهيد الطاهر، كما شيعت جماهير غفيرة جثمانه، وسط دعوات للانتقام والوقوف وراء العمليات الاستشهادية التي أوجعت الاحتلال منذ عملية الدولفيناريوم في تل أبيب وعملية مطعم سبارو في القدس المحتلة والعملية الاستشهادية في مدينة نهارية وغيرها من العمليات التي وقعت في القدس عام 1997.
انطلق موكب التشييع من أمام مشفى رفيديا باتجاه وسط المدينة، حيث تقدم الموكب قادة حركة حماس وممثلوا الفصائل الوطنية والإسلامية وعدد من سيارات الأجهزة الأمنية الفلسطينية، فيما رفع ملثمون من حركة حماس صورة كبيرة للشهيد، إلى جانب عشرات البوارق الخضراء والأعلام الفلسطينية ورايات الفصائل.
وحمل ملثمون من كتائب القسام نعش الشهيد على أكتافهم، الذي لفّ بالراية الخضراء، فيما أطلق مسلحون النار بالهواء تحية للشهيد كما تعالت هتافات الانتقام.