توافق اليوم الذكرى الرابعة عشر لاستشهاد المجاهد القسامي محمد عثمان عاصي، من قراوة بني حسان، حيث نفذ كميناً مسلحاً ضد عددٍ من سيارات المستوطنين، وبعد ملاحقته اشتبك مع قوات الاحتلال حتى استشهد، وقد أصيب في الاشتباكات ضابط ومستوطن إسرائيليين.
الشهيد عاصي هو أحد مبعدي مرج الزهور، استشهد عام 2008، عن عمر يناهز 45 عاما.
عُرف الشهيد منذ صغره بالتزامه الديني والأخلاقي فأحبه أبناء قريته، وظهر تميزه الإسلامي لدرجة انه الوحيد الذي كان يعرف في قريته مع آخرين قلائل بأنهم ينتمون لحركة حماس.
بدأ الشهيد العاصي معاناة الاعتقال في أواخر العام 1990، حيث اعتقل لأكثر من سنة ونصف ثم خرج ولم يكد يمض على خروجه بضعة أشهر حتى أعاد الاحتلال اعتقاله مرة ثانية اعتقاله وإبعاده إلى مرج الزهور.
أُبعد عاصي لتسعة شهور ومن ثم أعيد ومجموعة من رفاقه من الإبعاد ليعتقل مدة شهر كامل في مراكز التحقيق الإسرائيلي، وبعد ذلك أفرج عنه ليطارد من قبل الاحتلال إلى أن استشهد شقيقه القسامي علي عاصي في الحادي عشر من تموز عام 1994، وبعد أربعة شهور من استشهاد شقيقه اعتقل مرة أخرى في شهر نوفمبر من العام نفسه ليمكث في المعتقل سنتين وأربعة شهور.
وبعد عامين من الإفراج أعاد الاحتلال اعتقاله إداريا لمدة ستة شهور، وبعد ذلك أفرج عنه ومكث ما يزيد على سنتين خارج المعتقل ليعتقل تسعة شهور إدارية أخرى.
خاض الشهيد عاصي اشتباكاً مسلحا مع جنود الاحتلال قرابة الساعة الرابعة فجرا من اليوم الجمعة (11\7)، في منطقة جبلية قرب بلدة دير استيا غرب مدينة سلفيت حيث توجد مغتصبة “ياكير” والشارع الرئيس الذي يسلكه المغتصبون الصهاينة إليها.
وهناك كمن لباص من المغتصبين وأطلق عليها النار وهو ما اعترف فيه الاحتلال بإصابة مغتصب، وأنه جرى بعد ذلك تفتيش للمنطقة واشتبك مع جنود الاحتلال وجرح منهم ضابطاً.
وتكتم الاحتلال على نتائج العملية حيث ثارت ثائرتهم لنتائجها، مما استدعاهم إلى تحشيد جنودهم حيث اقتحموا القرى المجاورة للاشتباك ومنعوا التجول داخلها ومن ثم قاموا بمحاصرته من كل الجهات حتى تمكنت من قتله بعدما نفذت ذخيرته ليفوز بالجنة.
أصيب الشهيد عاصي بخمسة عشرة رصاصة في الصدر وثلاثة في الكتف وسبع رصاصات بقدميه، فيما أصيب بعدة إصابات في الرأس مما أدى إلى تفجيره، حيث وصلت الجثة إلى المستشفى الحكومي في مدينة سلفيت بحالة صعبة جدا.
وبعد اغتياله مباشرة، اقتحمت قوة عسكرية كبيرة منزله الكائن في قرية قراوة بني حسان غربي محافظة سلفيت، وقامت باختطاف أربعة من أبنائه وهم: علاء (30 عاماً) وحمزة (28 عاماً) وعثمان (27 عاماً) ، ومثنى (23 عاماً)، واقتادهم إلى جهة غير معلومة.