توافق اليوم الذكرى الـ22 لاستشهاد المجاهد زكريا الكيلاني، بعد أن عاجلته رصاصة الاحتلال خلال مسيرة غضب قادها الشهيد نصرة للمسجد الأقصى الذي دنسه “أرئيل شارون” حينها.
المولد والنشأة
ولد الشهيد زكريا عرسان زيد الكيلاني بتاريخ (1-2-1979) في بلدة سيريس قضاء جنين لعائلة مكونة من ثلاثة أولاد ذكور، وكان شهيدنا أصغرهم.
أنهى الشهيد دراسته الابتدائية والإعدادية في مدارس سيريس، ثم انتقل إلى مدرسة ميثلون الثانوية التي أنهى فيها دراسته الثانوية، والتحق بعدها مباشرة بجامعة النجاح الوطنية في كلية الآداب تخصص لغة عربية.
أخلاقه وصفاته
عرف عن الشهيد زكريا هدوءه الكبير، وكان يتميز بشخصية متعاونة، ووصفه أصدقاؤه بالشخصية المحبوبة التي تجبر الآخرين على احترامها وتقديرها، كما أنه يحمل روح المثابرة ما أهّله ليكون أميرًا للكتلة الإسلامية في كلية الآداب.
كما تميز الشهيد بشخصيته الاجتماعية؛ حيث كان لا يترك مناسبة إلا وله حضور فيها، وقبل استشهاده بيوم واحد زار العديد من الأصدقاء وكبار السن الذين كانوا يكنون له كل الحب بسبب أخلاقه وصفاته المحببة.
استشهاده
مع اندلاع انتفاضة الأقصى بتاريخ (28-9-2000) كانت الكتلة الإسلامية بجامعة النجاح من أوائل من لبى نداء الأقصى، فدعت إلى مسيرة حاشدة، توجهت إلى شارع القدس في نابلس؛ حيث كان حاجز الاحتلال بانتظارهم قرب بلدة كفر قليل.
كان الشهيد زكريا في مقدمة المسيرة مع رفيق دربه الشهيد القائد قيس عدوان، وحين وصلت المسيرة إلى حاجز الاحتلال، وبدأت المواجهات بالحجارة بين الشبان الغاضبين وقوات الاحتلال؛ وأطلقت قوات الاحتلال الرصاص الحي لتفريقهم، فعاجلت شهيدنا برصاصة في الصدر أدت إلى استشهاده على الفور.
كان وقع خبر استشهاد زكريا كالصاعقة على أصدقائه، وبات كلٌّ منهم يشكك في صحة الخبر، حتى إن أحدهم ذهب إلى المستشفى ليتأكد من النبأ، وبقي بعدها فترة طويلة يرفض الدخول إلى غرفة الشهيد التي كان يسكنها أثناء دراسته في الجامعة.
أما عائلة الشهيد زكريا؛ فقد أدت صلاة الشكر عند تلقيها نبأ استشهاد نجلهم، فكان قلب والدته يشعر بأن نجلها على موعد مع الشهادة، وفي نفس ليلة استشهاده أخبرها: “بأن هناك انتفاضة كبيرة ستقوم ويستشهد فيها خير شبان فلسطين”، وفي اليوم التالي، ودعها وانطلق إلى عرس شهادته.
كيف لا؟! وهو الذي أمسك بيد رفيقه قيس عدوان ودخل به إلى المسجد قائلاً له: “هيا لنتوضأ علنا نكون شهداء هذا اليوم، أم أنك تريد أن ترسلني إلى الشهادة وتبقى؟”.
وكأن هذه الكلمات طرقت باب السماء، فكانت الإجابة، ولم يعلم حينها قيس عدوان أنه بالفعل أرسل رفيقه الشهيد زكريا الكيلاني للشهادة ليلحق به بعد أقل من عامين، ويوارى الثرى بجانب ضريح الشهيد زكريا كما أوصى، فقد أحب جواره في مماته كما أحب جواره في حياته.