بيت لحم
توافق اليوم، الذكرى الـ29 لاستشهاد البطل القسامي سليم محمود صبيح من بيت لحم جنوب الضفة الغربية، في اشتباك مسلح مع قوات الاحتلال الصهيوني.
المولد والنشأة
ولد الشهيد سليم محمد عطية أبو صبيح عام 1971، في منقطة حرملة بمدينة بيت لحم، وفيها نشأ وترعرع وفي مدارسها درس المرحلة الأساسية، ثم انتقل إلى مدينة بيت لحم ليواصل في الفرع الأدبي في الثانوية العامة بتفوق ونجاح.
نشأ الشهيد وترتعرع في كنف أسرة متدينة بين ثلاث أشقاء وثلاث شقيقات، وتميز منذ نعومة أظفاره بالتدين والتزام الصلاة وصيام الاثنين والخميس بشكل شبه متواصل حتى تاريخ استشهاده.
كما كان الشهيد محبوبا ويحظى باحترام كل من عرفه وعاشره، وكان أحد شباب مسجد حرملة وأحد لاعبي كرة القدم فيه، وصديق لكافة المصلين والجيران، وبعد استشهاده ترك زوجته التي كان قد تزوجها فقط قبيل استشهاده بشهور قليلة.
الاعتقال والمطاردة
تعرض الشهيد لأول اعتقال 1993م وتعرض للتعذيب الشديد بربط يديه وقدميه في الطاولة ووضع الماء الساخن على جسده وبعده الماء البارد، كما ربطت لحيته وسحبت من قبل المحققين مقابل اعترافه بعدد من التهم التي وجهت له حول نشاطه العسكري في حركة حماس، لكنه رفض الاستجابة لهم، وبعد أسابيع من التحقيق القاسي نقل إلى سجن الظاهرية جنوب الخليل ثم أفرج عنه.
بدأت مطاردة الشهيد قبل استشهاده بنحو شهر ونصف الشهر، حيث اقتحمت قوات كبيرة من جيش الاحتلال منزل عائلته في منطقة سكناه لكن بفضل الله تمكن من الانسحاب من بينهم دون أن يتم اكتشاف أمره، ثم توالت بعد ذلك عمليات اقتحام البيت بواسطة الجيش وأفراد القوات الخاصة وتفتيشه وتخريبه وهددت عائلته بقتله إذا لم تسلمه.
وخلال مطاردته تعرض أشقاؤه وأقاربه للملاحقة والمضايقات واعتقل بعضهم وتم التحقيق معهم حول وجود سليم، لكن الإجابة كانت بأنه خارج مع رجال الدعوة ولا يعرفون عنه شيئا.
أما عن التهم التي كانت توجه للشهيد فأهمها المشاركة في عدة عمليات فدائية قسامية أهمها عملية قتل حاخام مستوطنة تقوع، وقتل عدة عملاء في الخليل وغيرها ومحاولة خطف جندي صهيوني.
الاستشهاد
بعد مطاردة غير طولية، وقيامه بدور بطولي بارز آن للشهيد أن يرتاح، وذلك في 8-11-1994 حيين حاصرت قوة كبيرة من جيش الاحتلال الصهيوني منزل أحد إخوانه القساميين وهو عبد الكريم المسالمة ففي قرية بيت عوا غرب الخليل تم قصف المنزل عدة ساعات بوجود أصحابه، وبعد قصف طويل سمحت قوات الاحتلال للسكان بالخروج، فبقي الشهيد سليم الذي رفض تسليم نفسه، وأصر على المقاومة حتى الرمق الأخير.
وبعد نحو اثني عشر ساعة من القصف تهاوى خلالها البيت إلا ركن بسيط فيه خرج الشهيد ببندقيته حيا يواجه الجنود فأوقع بينهم العديد من الإصابات والقتلى رغم عدم اعتراف العدو بذلك، فما كان من جنود الاحتلال الذين يحاصرون البيت إلا أن أمطروه بوابل من الرصاص فسقط شهيدا وعبارات التكبير لم تغادر فمه.
ووصف ضباط صهاينة حينذاك المعركة معه بأنها استغرقت وقتا أكثر مما استغرقه احتلال الضفة الغربية، كما عرضت صورته على مختص صهيوني في علم النفس فأكد للجنود في بداية المعركة أنه لا يمكن أن يستسلم فاتخذ قرارا بإعدامه.
وحسب شهود عيان فقد أفرغ جنود الاحتلال بنادقهم في جسد الشهيد بعد اغتياله، حتى أصبح جسده ممزقا من الرصاص والقنابل، حتى قطعت يداه وقدماه من الرصاص.
ومن كرامات الشهيد التي لوحظت بعد دفنه خروج رائحة طيبة من قبره، لمسها أقاربه ومن كان يمر بجانب قبره.