لم يجد الطفل “لقمان”، الليلة الماضية، والده المعتقل السياسي بلال التميمي بجانبه، بسبب اعتقاله لدى أجهزة أمن السلطة رغم آلامه الدائمة جراء إصابته برصاص الاحتلال، عدا على أنه أسير محرر وزوجته أسيرة محررة.
واختطف جهاز الأمن الوقائي في رام الله، أمس الثلاثاء، الجريح بلال جمال تميمي من قرية دير نظام، بعد استدعاءه للمقابلة.
طفل برئ
وكتبت الصحفية رولا حسنين: “بأي وجه حق يُعتقل بلال وحالته الصحية صعبة! بأي وجه حق لقمان نام ليلته بدون أبوه!”.
وقالت حسنين إن الطفل البريء لقمان بلال التميمي، ابن الأسيرة المحررة استبرق التي أمضت عامين في سجون الاحتلال، وابن الجريح بلال الذي أصابه الاحتلال برصاص في ظهره وحالته الصحية صعبة جداً.
وأشارت إلى أنه يعاني من تهتك في عظام أسفل الظهر وأوجاع مستمرة، مضيفة: “باختصار عايش على أدوية مسكنات وعلاج طبيعي، وفي كثير أحيان ما بقدر يداوم على شغله من الوجع!”.
بوصلة مشوهة
من جانبه، قال الناشط عقيل عواودة: “عند كل اعتقال سياسي أعود لتاريخ عائلة المعتقل أجده ابيضاً ناصعاً، وأجد أن الوطن قد دق بابهم أكثر من مره ليأخذ ثمن الحرية”.
وأضاف عواودة: “الطفل لقمان، أبوه بكون ابن البلاد الجريح بلال التميمي، وأمه بتكون بنت البلاد الجدعة الاسيرة المحررة استبرق التميمي”.
ولفت إلى أن “بلال تم استدعاؤه من قبل قواتنا الأمنية الفلسطينية لمقابلة سريعة، وهذه المقابلة تحولت لاعتقال ومبيت في سجونها وأقبية التحقيق”.
وتابع: “بلال الآن معتقل سياسي في سجون البلاد التي يحبها وقدم جسده من أجلها، وإستبرق يحيى التي سلبتها البلاد عامين من شبابها من أجل أن يبقى الوطن بخير، هي الان وحيدة تحاول اقناع لقمان ان والده بخير وسيعود إليه قريبا”.
وأردف: “في كل يوم تزداد القناعة أن البوصلة تشوهت وفقدت الطريق، وان البيوت التي قدمت للبلاد دمها وعمرها مسيجة بظلم ذوي القربى قبل الغزاة”.
محب للوطن
بدوره، قال الناشط داوود نشأت “إن الأمن الوقائي يكرم بلال التميمي باختطافه وتعذيبه بالرغم من جراحه التي لم تشفى بعد”.
وبين أنه “بعد زواجه من الأسيرة المحررة إستبرق يحيى بـ 3 شهور فقط، أصيب بلال برصاص الاحتلال وكانت إصابته خطيرة ومكث أسبوعين في العناية المكثفة وغرف العمليات ليخرج من المستشفى مع ألم لم يفارقه حتى الآن”.
وأضاف: “اليوم بلال يقبع في زنازين الأمن الوقائي بدون أي تهمة، وذنبه الوحيد هو أنه شاب ملتزم يحب وطنه”.
يذكر أن زوجة المعتقل السياسي التميمي هي الأسيرة المحررة استبرق التميمي، أفرج عنها الاحتلال في فبراير عام 2019، بعد اعتقال استمر لمدة عامين.
وطالبت عائلة التميمي بالإفراج الفوري عنه، معربة عن تخوفها على حالته الصحية نتيجة حاجته لأدوية وجلسات علاج طبيعي بعد إصابته برصاص الاحتلال وتهتك في عظام أسفل الظهر ومعاناته المستمرة من الأوجاع.