قالت الناشطة السياسية سمر حمد إن مصادقة حكومة الاحتلال على 13 مستوطنة جديدة في الضفة الغربية، إلى دخول المشروع الاستيطاني الإسرائيلي مرحلة أكثر جرأة وعدوانًا، عنوانها: “فرض السيادة” الفعلية على الأرض، وقطع الطريق نهائيًا على أي أفق سياسي قائم على حل الدولتين.
وأضافت حمد أن تصريحات سموتريتش لا تترك مجالًا للشك أننا أمام محاولة استباقية لتثبيت وقائع على الأرض، تتجاوز حتى ما طُرح في صفقة القرن.
وأشارت إلى أن هذا القرار لا يأتي في سياق تخطيط عمراني، بل في إطار مشروع استعماري إحلالي مدروس، يتعامل مع الضفة كأرض خالصة للمشروع الصهيوني، ويجعل من الفلسطينيين مجرد “رعايا” في جيوب سكانية معزولة ومحاصرة.
ولفتت حمد إلى أن عملية حيفا – بغضّ النظر عن تفاصيلها والجهة المنفّذة – جاءت لتُعيد التذكير بحقيقة ثابتة: أن الأمن المطلق الذي يسعى الاحتلال إلى تكريسه، سواء عبر جدران الفصل أو الاستيطان أو “فرض السيادة”، لا يمكن أن يتحقّق في ظل سياسات الإقصاء والقمع والضم.
وأوضحت أن استمرار الاحتلال في توسيع مشروعه الاستيطاني، يقابل دائمًا بحالة رفض فلسطيني، تظهر بأشكال مختلفة: سياسية، شعبية، وربما أمنية.
وأكدت أن ما جرى في حيفا يحمل دلالة سياسية لا يمكن إنكارها أن الفلسطيني، حتى بعد مرور عقود من النكبة، لا يزال يعتبر كامل الأرض المحتلة جزءًا من قضيته، ولا يقبل بفرض وقائع جديدة على الضفة الغربية أو سواها دون مقاومة سياسية أو ميدانية.
وشددت على أن “فرض السيادة” على الضفة، لن يكون مشروعًا بلا كُلفة، والاحتلال الذي يُمعن في الاستيطان، عليه أن يتوقّع أن ردود الفعل لن تُحصر في حدود الضفة فقط، لأن القضية الفلسطينية لم تكن يومًا جغرافيا مقسّمة، بل قضية شعب موحّد تحت الاحتلال، يتنفس الكرامة، ويرفض الذوبان.
وكانت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” قد استنكرت بشدّة التصريحات العنصرية التي أطلقها الإرهابي المتطرف بتسلئيل سموتريتش، والتي دعا فيها إلى توسيع وتطبيع الاستيطان في الضفة الغربية المحتلة، في محاولة يائسة لفرض وقائع على الأرض، وتكريس الاحتلال الاستعماري لأرضنا الفلسطينية.
وأوضحت في بيانٍ لها أمس الأحد، أن هذه التصريحات تؤكّد مجددًا أن الاستيطان، بجميع أشكاله، هو مشروع إحلالي عنصري يستهدف تهجير شعبنا، وسرقة أرضه ومقدّساته، وفرض نظام فصل عنصري بغيض، في انتهاك صارخ لكل القوانين والمواثيق الدولية والإنسانية.
وأكدت أن شعبنا الفلسطيني ومقاومته في الضفة الغربية المحتلة، سيُفشل كل مخططات الاحتلال لتكريس الاستيطان، وسيواصل التصدي لهذه المشاريع العدوانية مهما بلغت التضحيات.