ينتظر أطفال جهاد وسعد ساري وهدان عودة أبيهم بفارغ الصبر، بعد تغييب قسري عنهم وعن منزلهم منذ 47 يوما، في زنازين وأقبية التحقيق في سجن أريحا المركزي.
وبعد هذه الأيام الطويلة من الاعتقال، مددت محكمة السلطة في أريحا اعتقال الأسير المحرر جهاد ساري وهدان لمدة 45 يوما، علما بأنه معتقل لليوم الـ47 على التوالي، وشقيقه سعد ساري وهدان معتقل لليوم الـ45 على التوالي، في سجن أريحا المركزي.
وقبل 47 يوما، اعتقلت مخابرات السلطة في رام الله الأسير المحرر جهاد ساري (40 عاما)، من مكان عمله بلباس مدني وبسيارات تحمل لوحات إسرائيلية، وعلى مدار 3 أيام من الاقتحام والتفتيش ومداهمة منزله ومنازل العائلة في قرية رنتيس، اعتقلت شقيقه سعد (33 عاما).
اعتقالات الباب الدوار
أفادت كوكب وهدان، زوجة المعتقل السياسي سعد وهدان، بأن زوجها اعتقل عند السلطة 6 شهور قبل 8 سنوات وبعدها بـ29 يومت اعتقلته قوات الاحتلال وحكمت عليه بالسجن لمدة 3 سنوات، فيما يطلق عليه الباب الدوار في الاعتقالات المتكررة بين السلطة والاحلال.
وأضافت أنه تحرر بعد ذلك، ثم ما لبثت أن أعاد الاحتلال اعتقاله وتم حكمه لمدة خمس سنوات وخرج في عام 2019، وتزوج حينها بعد عشر سنوات خطوبة.
وأشارت وهدان إلى أن سعد جمعه الاعتقال الثاني مع شقيقه جهاد، حيث اعتقلا سويا في حينه، وحكم جهاد بالسجن لمدة 3 سنوات، وبعد تحرره من الأسر بسبعة شهور أعيد اعتقاله مرة أخرى وحكم أيضا 5سنوات، ولم يمضي أقل من عام في الحرية، حتى اعتقلته السلطة في الوقت الحالي.
وبيّنت وهدان أن سعد وجهاد أتما الدراسة الثانوية في سجون الاحتلال، وأن سعد حافظ للقرأن ومعه ومجموعة من الأحاديث النبوية.
أطفال بانتظار آبائهم
أوضحت وهدان أنها وزوجها سعد لديهما طفلين؛ عياش 3 أعوام والثاني خالد يبلغ من العمر عاما واحدا، وجهاد عنده طفلين؛ ساري 11 عاما وابنته رنا 9 أعوام، ومولود جديد لم يرى النور ينتظر وزوجته قدومه.
وحول مواصلة اعتقال سعد وجهاد، قالت وهدان إنه شعور سئ جدا، فابنائهما لا يكفوا عن السؤال عنهم، فالجميع يعلم مدى أهمية وجود الاب في العائلة وخاصة في العيد، كما هو معلوم عند الجميع يخرج الرجال إلى صلة ارحامهم، وهذا ما ينقلونه إلى أبنائهم أثناء اصطحابهم معهم ليؤدوا مراسم العيد كما في تعلمنا من ديننا الإسلام.
ولفتت كوكب وهدان أن أبنائها ولأنهم في عمر صغير لم تخبرهم العائلة أن والدهم في الأسر وفي سجون السلطة الفلسطينية، مضيفة: “بل أخبرناهم أنه في الأقصى بحكم أنه كان يذهب كثيرا ليرابط في رحابه، وكل يوم يمر يزداد شوقهم واشتياقهم لوالدهم.
مطالبة بالإفراج
طالبت عائلة المعتقلين وهدان بالإفراج الفوري عنهم وعن المعتقلين السياسيين، فهم من خيرة شباب الوطن ولم يرتكبوا أي جرائم جنائية ولم يتخابروا مع الاحتلال والعياذ بالله، فتهمتهم الوحيدة هي حب هذا الوطن.
وأشارت العائلة إلى أن الاحتلال سرق أجمل سنوات حياتهم، وأن سجونه قد أكلت من أجسادهم سنوات طوال، ليأتي من بعده أبناء الوطن ليلتهموا الباقي ظلما.
وقالت العائلة: “كل يوم سبت نقوم بوقفة لأهالي المعتقلين السياسيين، ودون أن يتواجد فيها سوى أهالي المعتقلين السياسيين والقليل من الأصدقاء”.
ووجهت العائلة رسالتها لشعبنا الفلسطيني الحر أن كفاكم خوفا، فما يحدث مع المعتقلين السياسيين وعائلاتهم اليوم سيتعرضون له يوم ما اذا استمر سكوتكم عن هذا الظلم.
وتابعت العائلة: “ستصل النار إلى بيوتكم أيضا، فهذا السكوت هو ما سمح لظالم ان يتمادى في ظلمه، فكما يقول المثل من أمن العقاب أساء الأدب”.