دعا عضو المكتب السياسي ومسؤول مكتب شؤون القدس في حركة حماس، هارون ناصر الدين، جماهير الشعب الفلسطيني في القدس والداخل المحتل إلى النفير العام والتواجد المكثف والرباط في المسجد الأقصى المبارك، في مواجهة محاولات الاحتلال لفرض التقسيم الزماني والمكاني.
وأكد ناصر الدين أن الإغلاق الكامل للمسجد الأقصى المبارك، والاعتداءات المتكررة على المصلين والمرابطين، تمثل انتهاكًا صارخًا للوضع التاريخي والقانوني في المسجد، وتصعيدًا خطيرًا في حرب الاحتلال الدينية والتهويدية على مقدساتنا.
وأشار إلى أن حملة الاعتقالات التي طالت حراس المسجد وأفراد طواقم الأوقاف الإسلامية هي استهداف مباشر للسيادة الدينية الإسلامية في القدس، وتمهيد لمزيد من الاقتحامات الاستفزازية من قبل المستوطنين.
وحذر ناصر الدين من العواقب الخطيرة لهذه السياسات العدوانية على الاستقرار في المدينة المقدسة والمنطقة بأكملها، مؤكدًا أن أي اعتداء على الأقصى هو اعتداء على كرامة الأمة جمعاء.
وطالب ناصر الدين الدول العربية والإسلامية، والمؤسسات الدولية، بالتحرك الفوري لوقف اعتداءات الاحتلال المتصاعدة، والعمل على حماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس المحتلة.
إعادة إغلاق الأقصى
وكانت قوات الاحتلال قد أعادت صباح اليوم الأحد، إغلاق المسجد الأقصى المبارك بشكل كامل، وأجبرت المصلين على الخروج منه، ضمن التشديدات المتواصلة لليوم التاسع على التوالي.
وأفادت مصادر محلية أن قوات الاحتلال أعادت إغلاق المسجد الأقصى المبارك وأجبرت المصلين على الخروج منه، فيما لم تسمح سوى للحراس وموظفي الأوقاف من الدخول.
وكانت قد اقتحمت قوات الاحتلال الاسرائيلي، منتصف الليلة الماضية، المصلى القديم في المسجد الأقصى المبارك، وعبثت بمحتوياته، بعد كسر الخزائن، وتفتيش المكان بوحشية.
واعتقلت قوات الاحتلال أربعة من حراس المسجد الأقصى، وهم: محمد عرباش، رمزي الزعانين، باسم أبو جمعة، وإياد عودة، كما أجرت تحقيقات ميدانية مع عدد آخر من الحراس، وأحد رجال الإطفاء داخل الحرم.
ويأتي هذا الاعتداء ضمن سياق متصاعد من الانتهاكات المتكررة بحق المسجد الأقصى وموظفيه، حيث تُواصل قوات الاحتلال سياسة الاستدعاءات والاعتقالات والاقتحامات اليومية، في محاولة لفرض السيطرة على إدارة المسجد وتقويض دور الأوقاف الإسلامية في القدس.
قيود مشددة
في السياق ذاته، تواصل سلطات الاحتلال فرض قيود مشددة على دخول المصلين لليوم التاسع على التوالي، تحت ذريعة “الطوارئ” بسبب عدوان الاحتلال على إيران، وسط تحذيرات من خطورة هذا النهج على الوضع التاريخي والقانوني القائم في المسجد الأقصى المبارك.
وضمن تحريض مستمر على هدم الأقصى، نشر الصحافي الإسرائيلي المتطرف”ينون ماجال” عبر حسابه على منصة “X” صورة ساخرة مُنتَجة بالذكاء الاصطناعي، تُظهر مايبدو كقاعدة طائرات حربية وهمية تحت المسجد الأقصى، في محاولة للتحريض على قصفه.
وأرفق ماجال الصورة بتعليق قال فيه: “قاعدة جوية سرية تابعة لجيش الدفاع الإسرائيلي في القدس… لا تكشفها أو تشاركها خشية تعرّضها للهجوم.”
ويُذكر أن استخدام صور الذكاء الاصطناعي في التحريض على هدم المسجد الأقصى قد تزايد مؤخراً من قبل المستوطنين، بشكل واضح وواسع، ودون مسائلة تذكر.
وكانت قوات الاحتلال قد أغلقت المسجد الأقصى بشكلٍ كامل صباح الجمعة 13 حزيران/ يونيو 2025، وذلك مباشرة بعد صلاة الفجر، حيث اقتحمت القوات الإسرائيلية المسجد وأجبرت المصلين على المغادرة، قبل أن تغلق جميع بواباته، وجاء هذا الإجراء بالتزامن مع بدء العدوان على إيران.