الضفة الغربية:
أكدت الكاتبة والناشطة السياسية لمى خاطر، أن الشهيد عدي التميمي يمثل مدرسة متكاملة في التضحية والإقدام والإثخان، وإعجاز عدوه الذي لم يتمكن من الوصول إليه طوال 12 يوماً.
وقالت خاطر إن “فعل الشهيد عدي يعادل فعل خلية كبيرة، فقد اخترق في المرة الأولى حاجزاً محصناً نفذ فيه عمليته النوعية من النقطة صفر ثم انسحب، وفي المرة الثانية نجح في الوصول إلى نقطة محصنة أخرى رغم أنه كان ملاحقاً، وأظهر شجاعة استثنائية في استمرار اشتباكه مع الاحتلال حتى والرصاص ينهمر عليه”.
وأضافت أن هذه الحالة البطولية بكل تفاصيلها تعيد للأذهان عمليات بطولية سابقة في نوعيتها وشجاعتها، مثل عمليات مهند الحلبي وعمر العبد وأحمد جرار وأشرف نعالوة وعاصم البرغوثي وفادي أبو شخيدم ومصباح أبو صبيح ويحيى مرعي ويوسف عاصي، وغيرهم الكثير من الشباب الذين سطروا شجاعة ملهمة للجيل الحالي، وباعثة على اقتفاء آثارهم وتكرار صنيعهم.
وأشارت خاطر إلى أن تكرار هذا النمط من العمليات، من شأنه أن يرفع من منسوب الحالة النوعية للمقاومة، ويزيد من تفاعل الجمهور الفلسطيني معها، بقدر ما يساهم في إرباك الاحتلال وردعه وتخريب مخططاته.
وشددت على أنه بمثل هذه النماذج تتعمق الإرادة في وعي هذا الجيل وينعقد شراع اليقين، مبينةً أنه رجل طارد دولة ولم يترك الزناد حتى وهو في مرمى النار وتحت وابل الرصاص.
وذكرت خاطر أن الشهيد التميمي يعطي تعريفاً جديداً للإقدام، ويخطه بفعله ودمه، معتبرة أن تجربة المقاومة المسلحة في الضفة الغربية خلال آخر 15 عاماً، تؤكد أن الخلايا المتكونة من شخص واحد أو اثنين أنجح وأكثر إنجازا من التي تضم عدة أفراد وتطول مدة تخطيطها.
وأوضحت أن النمط الأول يناسب واقع الضفة المكشوف أمنياً والمراقب والمرود، ويعوض النقص الناجم عن استنزاف العمل التنظيمي التقليدي.
واستشهد، مساء أمس، الفدائي المطارد عدي التميمي (22 عاماً) منفذ عملية حاجز شعفاط الفدائية، بعد تنفيذه عملية بطولية أخرى على مدخل مستوطنة “معالي أدوميم” شرق القدس المحتلة.
وجاءت العملية البطولية الثانية للفدائي للتميمي بعد 12 يوماً من عمليته الأولى على حاجز شعفاط، التي نفذها من نقطة صفر وأدت لمقتل مجندة وإصابة آخر بجراح خطرة.
ونعت حركة حماس شهيدها المطارد المجاهد التميمي من بلدة عناتا بالقدس المحتلة، وأكدت على أن هذه العملية الجديدة، واستبسال البطل التميمي وإصراره على مقاومة الاحتلال، يثبت أركان ثورة شعبنا ضد الاحتلال المجرم، ويبعث برسالة التحدي له من قلب القدس.