في خطوة متكررة وممنهجه تقوم بها سلطة التنسيق الأمني المقدس، اعتقلت خلالها أبرز المطلوبين للاحتلال الصهيوني، عميد طبيبة ومصعب اشتيه، سبقها قبل أيام ليست ببعيدة عملية اغتيال لرفيق دربهم الشهيد إبراهيم النابلسي الذي قدمت فيها السلطة المعلومات اللازمة للاحتلال عن مكان تواجده على طبق من ذهب. فهي لم تتوانى لحظة عن خدمة أسيادها وتقديم كل ما يمكن تقديمه من معلومات، بغية الاضرار بالمقاومة والعمل على وقف تناميها، لأن في ذلك خطر على وجودها واستئصالها كما حدث لها في حسم غزة المبارك. حيث جاءت جريمة نابلس التي ارتقى خلالها الشهيد فراس يعيش لتؤكد على اتساع دائرة اعتداءات السلطة على أبناء الشعب الفلسطيني وآخرها التي جاءت عقب قيامها باعتقال أبطال مدينة نابلس. والظاهر أن السلطة قد أخذت قرار بالمضي قُدماً بمواجهة الاحتجاجات الحاصلة في الضفة، ولن تفرج عن الأبطال مصعب اشتيه وعميد طبيلة، بل ستعمل على تسليمهم للاحتلال الصهيوني كما فعلت مع العديد من قبلهم.
يمارس الاحتلال بالتعاون مع جماعة التنسيق الأمني المقدس سياسة إبادة بحق رجالات المقـاومة في ربوع الضفة الغربية في محاولة بائسة لإخماد نار المقاومة الآخذة في التسعر، وامعانًا منهم في إنهاء وتصفية القضية الفلسطينية، والملاحظ أنه في الآونة الأخيرة تم نشر كشف مُسرب من الأجهزة الأمنية موجود فيه أسماء الشباب المقاوم الذين تم اعتقالهم أو تصفيتهم من قِبل الاحتلال الصهيوني، في إجراء واضح يدلل على حجم الانحطاط الذي تعيشه السلطة في مؤامرتها على الشعب الفلسطيني.
لذا، يجب أن يستمر العمل المقاوم مع ضرورة رفع وتيرته في جميع أماكن التماس في الضفة الغربية. لأن ما يقوم به الاحتلال الصهيوني وأجهزة السلطة في نابلس وجنين وباقي مدن الضفة قد زاد عن حده. أيضاً فعندما تقوم السلطة بدور الاحتلال، فيجب التعامل معها ومع جيباتها وضباطها كما يتم التعامل مع جيبات الاحتلال وقواته. أيضاً لا بد من الاستمرار بالانتفاض في وجه سلطة العملاء حتى دحرها عن ربوع الضفة كما تم دحرها عن أرض غزة.