الضفة الغربية-
توافق اليوم الذكرى الـ19 لاستشهاد المجاهدين القساميين خميس يوسف أبو سالم وفايز فريد الصدر، اللذين ارتقيا بعد اشتباك مسلح خاضاه مع قوات الاحتلال لساعات في إحدى البنايات في مخيم عسكر شرق نابلس.
نشأة إيمانية
ولد الشهيد خميس يوسف أبو سالم في مخيم عسكر عام 1980، لعائلة ملتزمة بتعاليم دينها، وقد درس مراحله الأساسية في مدارس نابلس، ورغم تفوقه الدراسي، إلا أنه انتقل للعمل في مجال البناء الذي أتقنه وأخلص فيه ليعيل أسرته.
عرف عن الشهيد هدوءه وتواضعه، كما كان يهبّ لنجدة كل من يلجأ إليه، فيما تميز بحفاظه على صلاة الجماعة في المسجد وتحديدا صلاة الفجر، فهو من كان يؤم الناس في الصلاة لحسن صوته وتلاوته.
ونظرا لتعلق قلبه بالمساجد، فقد تأهل ليكون دائم العمل والنشاط ضمن نشطاء حركة حماس في مسجده، حتى التحق بكتائب الشهيد عز الدين القسام.
كان له دور جهادي مهم خلال انتفاضة الحجارة وانتفاضة الأقصى، حيث عمل بصمت في صفوف القسام وكانت له صولاته وجولاته في الميدان، وقد نجح شهيدنا في إيلام العدو لأكثر من مرة دون أن يترك خلفه أي أثر يوصل إليه.
طريق الشهادة
عمل أبو سالم ضمن خبراء تصنيع المتفجرات في صفوف القسام إلى جانب ثلة عظيمة من القادة الشهداء، وقد بدأت رحلة مطاردته بعد محاولات عدة باءت بالفشل لقوات الاحتلال لاعتقاله وترهيب أهله وتخريب منزلهم، إلا أنه رفض تسليم نفسه وأصر على مواصلة مشواره الجهادي.
رجولة مبكرة
ولد شهيدنا القسامي القائد فايز فريد حامد الصدر بتاريخ 1/1/1976 بين أزقة مخيم عسكر شرق نابلس، لثلاثة من الأخوة الذكور واثنتين من الأخوات الإناث، تعود أصوله إلى مدينة يافا.
دَرَس شهيدنا القسامي مرحلته الابتدائية في مدرسة عسكر الابتدائية ليكمل تعليمه الاعدادي في مدرسة أبو بكر والثانوي في مدرسة قدري طوقان بمدينة نابلس وقد عُرف عن فايز منذ صغره التزامه وارتياده لمسجد “الهدى” في مخيمه وحبه الشديد وتعلقه بوطنه الذي سلبه الاحتلال.
وقد نشأ شهيدنا على موائد القرآن، ورضع حب الشهادة والاستشهاد في سبيل الله، ورغبةً منه في الاستزادة من الأجر عمل رحمه الله على تربية إخوانه من أبناء المسجد بإقامة حلقات تدريس أحكام التجويد لهم.
اعتقل شهيدنا لمدة 6 أشهر على يد قوات الاحتلال نهاية انتفاضة الحجارة، وذلك بسبب نشاطه في رمي الحجارة والزجاجات الحارقة على جنود الاحتلال رغم أنه لم يتجاوز عمره ال10 سنوات، وبعد أن أنهى فايز مدة اعتقاله قال لمودعيه داخل السجن: “هذه آخر مرة ستروني فيها داخل السجن”.
المطاردة
بعدما تأججت شرارة انتفاضة الأقصى، انضم فايز لصفوف المقاومة، وكتائب الشهيد عز الدين القسام، وقد كان لاستشهاد ابن عمه القسامي “حامد” عظيم الأثر في الاستمرار في درب المقاومة.
تسلم فايز الصدر قيادة الكتائب في مخيم عسكر بعد استشهاد القسامي أمين فاضل في 7/5/2003، وصعد بعدها اسم فايز على سلم الاغتيالات وكان في صدارتها في المنطقة، خاصة بعد ورود معلومات استخبارية عن تخطيط فايز الصدر للقيام بعملية استشهادية في المناطق المحتلة عام 1948.
صباح الشهادة
في صباح يوم الجمعة الثامن من أغسطس عام 2003، استيقظ مخيم عسكر على اشتباك مسلح استمر لحوالي 8 ساعات بين عشرات من جنود الاحتلال تساندها طائرتان مروحيتان، ومقاومَين تحصنا في بناية من 3 طوابق.
خاض المجاهدان سالم والصدر اشتباكا عنيفا بعد رفضهما تسليم نفسيهما، وبعد أن أثخنا في العدو وقتل وأصيب عدة جنود وعقب عجز قوات الاحتلال عن التمكن منهم، قامت بهدم المنزل على رؤوس الشهيدين القساميين فايز الصدر وخميس أبو سالم.
لحق القساميان بركب الشهداء الأبرار الذين عملوا معهم بعدما ثبتوا على عهدهم، ولم يبدلوا ليحلو اللقاء في جنة الرحمن مع من سبقوا من الشهداء بصحبة النبيين والصالحين.