لم يكن شهر فبراير/شباط عام 2019، شهراً عابراً ففيه خطّ المقدسيون فصلاً جديدًا من الانتصار، بعدما اندلعت شرارة الغضب الأولى في 16 من الشهر ذاته، حين أقدمت قوات الاحتلال على وضع أقفال جديدة على الباب الحديدي الخارجي لمصلى باب الرحمة شرقي المسجد الأقصى.
لكن إرادة المقدسيين لم تتأخر في الرد فبعد يومين، انتزعوا الأقفال بالقوة مما أشعل المواجهات عند باب المصلى، واستمرت الأحداث حتى بلغت ذروتها في 22 فبراير.
تسارعت الأحداث ففي 17 فبراير فوجئ المصلّون بوضع الاحتلال قفلًا على البوابة العليا لدرج المبنى، وفي اليوم التالي 18 فبراير، احتشد المقدسيون عند منطقة باب الرحمة، حيث أدّوا صلاة الظهر، بينما أقدم بعض الشبان على خلع البوابة واشتبكوا مع قوات الاحتلال، ما حوّل المنطقة إلى ساحة رباط ومواجهة.
استمر الاعتصام أمام باب الرحمة وصولًا إلى يوم الجمعة، 22 فبراير، الذي شكّل نقطة تحوّل، إذ دخلت جموع المقدسيين المبنى وأدّت صلاة الجمعة فيه لأول مرة منذ أن أغلقه الاحتلال عام 2003، مسجّلين بذلك انتصارًا جديدًا لإرادتهم الصلبة.
تمكن المقدسيون من فتح مصلى باب الرحمة بعد إغلاق دام 16 عاما، حيث عرفت تلك الأيام المجيدة بـ”هبة باب الرحمة”، فيما لا يزال المسجد يواجه حصارا وحربا دينية ومخاطر التهويد والتقسيم.
ومنذ فترة طويلة، تسعى سلطات الاحتلال للسيطرة على المنطقة الشرقية من المسجد الأقصى، وتحديدًا باب الرحمة، وتمنع ترميمها وتبليط ساحتها، وتحاول تهويدها عبر الاقتحامات والحفريات.