بمشاعر القهر والخذلان والحرمان، تنتظر عائلة الأسير المحرر المعتقل السياسي أحمد هريش، مولوده الأول البكر، بسبب اعتقاله من قبل أجهزة أمن السلطة في سجن “مسلخ أريحا”.
منذ 71 يومًا، والأسير المحرر أحمد نوح هريش من رام الله، مغيب في سجن مسلخ أريحا المركزي، تحرمه ظلمته من احتضان مولوده الأول البكر “كرم”، بعد أن ذاق فيه الشبح والتعذيب.
قهر وحرمان
“حسبنا الله ونعم الوكيل”، هذه العبارة التي أكثرت من قولها والدة المعتقل السياسي أحمد هريش وهي تتحدث عن نجلها بكل ألم وقهر.
وقالت والدة هريش: “عُذب أحمد كثيرا، وليس هو ابني الذي كنت أراه، ببنيته الجسمية والصحية، وعند زيارته عندما رآه ابن أخيه، قال أنا شفقت على عمو كثير، ايديه ضعاف زي ايدي صاروا”.
وأوضحت أن العائلة تنتظر مولوده الأول “كرم” في ظل إضرابها عن الطعام اليوم الاثنين، وزوجته، وزوجته في المستشفى تواجه مخاض الولادة.
وبكلمات تختنق بها الدموع، أضافت: “طفله تعب في آخر لحظات، والمياه نشفت عنه من كثر ما كانت زوجته لا تنام الليل، وهي تبكي، كان نفسها يكون زوجها بجانبها، وأن يكون أول من يحمل ابنه، ويؤذن له”.
وأردفت: “حتى اللحظة وهي تتمنى أن يكون معها وهو الذي يحضن ابنه، خاصة أنه الابن الأول البكر”.
وأكملت: “لمن اتصلوا وقالوا إن المولود عنده نقص في الماء ولا نريد أن يكون نقص في الأكسجين، انهار صوابي، كيف ابنهم المفترض يكون والده موجود ويحضنه، حسبي الله ونعم الوكيل”.
وتابعت: “الصعب والقهر أنه ليس موجودا عن الاحتلال، بل عند الأجهزة الأمنية الي المفروض يديروا بالهم علينا ويكونوا معنا، أقل ما فيها يعاملوه برفق وإنسانية”.
وأشارت إلى أنها خاصت اليوم إضرابًا عن الطعام مع كافة أفراد عائلتها للمطالبة بالإفراج عن نجلها وكل المعتقلين السياسيين، وأكدت أنها ستواصل إضرابها عن الطعام حتى يفرجوا عنه.
ظلم وخذلان
وتساءلت والدة هريش: “ما هي تهمة أحمد عندهم؟، كل مرة يقولون إلى الآن لم يغلق الملف، إلى متى وإلى أي وقت واحنا بهذا الحال لأكثر من 70 يوما؟”.
وقالت: “حرام عليهم، هذا ظلم، أن يحاكموه على سنوات اعتقاله عند الاحتلال، بيكفي، وعار علينا أن يكون في صفحتنا وتاريخنا أن يأسر الفلسطيني أخوه الفلسطيني، أي ظلم نحن فيه..!”.
ولفتت إلى أن “كل المناشدات والمطالبات التي قمنا بها لا حياة لمن تنادي فيها، ولم تكن لمؤسسات حقوق الإنسان أي فعل إيجابي، سوى الصليب الأحمر التي اطمأن على أحمد، وحاول يعمل زيارة له”.
وأردفت: “وكل من يدعي أنه يساعدنا في الإفراج عنه، أو يطمنا عليه، لا أحد، فقط تكميم الأفواه، ولا أعتبرهم أصحاب رسالة إنسانية تدافع عن حقوق الإنسان”.
تحضيرات ومناشدات
وفي السياق ذاته، قالت الصحفية أسماء هريش، شقيقة أحمد، إنها قبل سنة وزوجة شقيقها فاطمة زلوم كانتا تحضران تجهيزات عرسهم لأن أحمد كان معتقلا في سجون الاحتلال، وبعد سنة حضرتا تجهيزات “البيبي” لاستقبال ابنهم الأول لأنه أحمد في سجون أبناء البلاد.
وأضافت هريش: “اليوم أنا وفاطمة في المستشفى بغرفة الولادة لأنه أحمد لا يزال منذ أكثر من 70 يوما في زنازين سجن مسلخ أريحا، اغتصبوا كل لحظات السعادة والفرح والأمن بحقّ أحمد وفاطمة وبحقنا كعائلة ابنها تارة في زنازين الاحتلال وتارةً في زنازين أبناء البلاد”.
وأوضحت “ناشدنا ولا زلنا نناشد المؤسسات الأمنية والحقوقية وكل من له يد وقرار بإعطاء استثناء لأحمد، بنقله إلى سجن رام الله وإحضاره إلى المستشفى ليحضر لحظات ولادة زوجته وقدوم ابنه الأول التي كان يحلم بها وينتظرها على أحرّ من الجمر”.
وأشارت إلى أن كلّ المطالبات والمناشدات حتى اللحظة باءت بالفشل بذريعة أنه لا يوجد استثناءات، وعلى ما يبدو أنّ الاستثناءات تعطى فقط للمجرمين القتلى بإطلاق سراحهم بذريعة فيروس كورونا.
وأكدت “هذا اليوم سيبقى عاراً في التاريخ الفلسطيني بأن أجهزة الأمن الفلسطينية حرمت ابن وطنها من لحظة عناق ولده لحظة ولادته، لن نغفر ولن نسامح وإلى ديّان يوم الدين نمضي وعند الله تجتمع الخصوم”.
وبجانب هريش، ينتظر المعتقل السياسي المحامي أحمد الخصيب مولوده الأول، حيث تواصل أجهزة السلطة اختطافه منذ 69 يوما على التوالي.
وتواصل أجهزة السلطة في الضفة الغربية، اختطاف أكثر من 28 مواطنا، على خلفية توجهاتهم السياسية، منهم أسرى محررون وطلاب جامعات، وصحفيون ومحامون.