شهدت الضفة الغربية والقدس المحتلة في الأيام الأخيرة تطورا كبيرا في المقاومة والردع للاحتلال، ولا شك أن أبرز ظاهرة وأكثرها تطورا وتقدما كانت “عرين الأسود” ومن قبلها “كتيبة جنين”.
وأكد الناشط السياسي ثامر سباعنة على أن ظهور عرين الأسود وكتيبة جنين في نابلس وجنين شكّل حالة جديدة من ردع الاحتلال ومستوطنيه في الضفة الغربية، ما أسهم في تطور نوعي وكمي للمقاومة بالضفة.
ونوّه سباعنة إلى أن بروز رموز جديدة في الشارع الفلسطيني مثل أم إبراهيم النابلسي وأبو رعد خازم وغيرهم، الذين باتوا يشكلون رموز تدعم الفعل المقاوم، وتشكل حالة ممكن الاقتداء بها واعتبارها رمز وقدوة.
احتلال غير مريح
وأكد على أن المقاومة وتصاعدها في الضفة الغربية أسهم في تحويل الاحتلال الى احتلال غير مجاني وغير مُريح، يدفع فيه المُحتل فاتورة احتلاله لفلسطين، بحيث تسعى المقاومة لايقاع أكبر عدد من الخسائر البشرية والمادية في صفوف المحتل.
وأوضح أن المقاومة أسهمت في إبقاء حالة عدم الاستقرار عند الكيان المحتل، وإبقاؤه في حالة استنفار دائم وحالة انتظار وترقب، وفي الوقت ذاته إبقاء روح الجهاد والمقاومة في نفوس الشعب الفلسطيني والشعوب العربية والإسلامية الحية.
وأضاف أنه بات يلاحظ بشكل جلي التطور السريع للمقاومة في الضفة الغربية في الأشهر الأخيرة من المواجهات مع الاحتلال، ففي البداية اقتصرت المواجهات في بعض المناطق في الضفة، وتحديدا جنين ومخيمها وانتقلت الى نابلس فطوباس فقرى رام الله وباقي المناطق في الضفة الغربية.
ولفت سباعنة إلى التطور في الأدوات المستخدمة في المقاومة، فقد بات المقاتل يخرج لتنفيذ عملياته ضد جنود الاحتلال خارج المدن، بعد أن كان ينتظر دخول جيش العدو للمدن والمخيمات.
وأشار إلى أن لقيام المقاومين بتصوير العمليات ونشرها على مواقع الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي كان الأثر الكبير في تطور المقاومة وتسارعها.
“سيف القدس”
وأوضح سباعنة أن معركة سيف القدس رفعت من منسوب التحدي والمقاومة في الضفة الغربية، فانتصار المقاومة في غزة ألغى فكرة الجيش “الإسرائيلي” الذي لا يُقهر، وأعطت للفلسطينيين ثقة بأنفسهم.
واعتبر أن اعتداءات الاحتلال على المسجد الأقصى، وما صاحب هذه الاعتداءات من صور للمستوطنين يرفضها الفلسطينيين والمسلمين أسهم في تطور المقاومة.
وأضاف: “كما أن تسلسل الاحداث والاقتحامات للأقصى تُشير بشكل واضح الى ان الاحتلال يسعى لتقسيم القدس مكانيا وزمانيا، وبالتالي الفلسطيني مطلوب منه وقف هذا المخطط.
وشهدت الضفة الغربية ارتفاعا ملحوظا في أعمال المقاومة الفلسطينية بجميع أشكالها خلال شهر أيلول/ سبتمبر الماضي، حيث رصد مركز المعلومات الفلسطيني “معطى” (833) عملا مقاوما، أدت لمقتل إسرائيلي واحد وإصابة (49) آخرين، بعضهم بجراح خطرة.
وتصاعدت عمليات الاشتباك المسلح مع قوات الاحتلال، حيث بلغت عمليات إطلاق النار على أهداف الاحتلال (75) عملية، (30، 28) عملية منها في جنين ونابلس على التوالي.