القدس المحتلة-
كما كانت بطولته حتى الرمق الأخير فعلًا مقاومًا فريدًا احتفت به فلسطين وكل أحرارها، كان بيت عزائه من قلب القدس المحتلة بيعة للمقاومة وتأكيدا على الالتفاف حولها والصمود حول خيارها.
زيّنت رايات حركة حماس الخضراء بيت عزاء الشهيد المقدسي البطل عدي التميمي في بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى المبارك بالقدس المحتلة.
وبهتافات “حد السف قبال السيف.. احنا رجال محمد صيف”، تقدم فتية ملثمون إلى بيت العزاء، تعلو رؤوسهم عصبة حركة حماس، ويلوحون بأعلام فلسطين ورايات حماس، في مشهد يجدد الوفاء للمقاومة وطريقها وبطلها عدي التميمي.
نموذج ملهم
وتحوّل البطل التميمي لنموذج ملهم لمقاومة الاحتلال والثبات أمامه حتى آخر نفس، ولقي احتفاء واسعًا ببطولته داخل فلسطين وخارجها، وفخرًا بعمله الفدائي ومطاردته للاحتلال لأكثر من 10 أيام.
وانتشرت مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، تشيد ببطولة الشهيد عدي، واشتباكه مع الاحتلال، بعد تنفيذه عمليتي إطلاق نار، أسفرت عن مقتل مجندة وإصابة عدد من جنود الاحتلال.
وأقدم أحد المقاهي في بيروت، اليوم الجمعة، على توزيع الخبز مجّاناً عن روح الشهيد عدي التميمي، كشكل من أشكال الدعم للمقاوم الفلسطيني، في حياته وبعد استشهاده.
كما تداول النشطاء صورة من مدينة طولكرم، لزجاجات زيت الزيتون التي يقدمها أحد المواطنين مجانا لمن يحتاج؛ عن روح الفارس عدي التميمي.
وفي القدس، علق مصلون فلسطينيون، اليوم الجمعة، لافتات في المسجد الأقصى تحمل صورا لشهداء ارتقوا برصاص الاحتلال في الضفة الغربية والقدس، أبرزهم الشهيد التميمي مكتوب عليها ” الويل لمن اعتقد أننا انتهينا”.
وعمّ الإضراب الشامل، أمس الخميس مدن القدس المحتلة والضفة الغربية، تخلله مواجهات في نقاط التماس مع الاحتلال، فيما أعلن عن حداد عام في قطاع غزة على روح الشهيد التميمي.
عمليتان فدائيتان
واستشهد، مساء الأربعاء، الفدائي المطارد عدي التميمي (22 عاماً) منفذ عملية حاجز شعفاط الفدائية، بعد تنفيذه عملية بطولية أخرى على مدخل مستوطنة “معالي أدوميم” شرق القدس المحتلة.
ونشرت لقطات للحظة تنفيذ عملية التميمي الثانية، وإطلاقه الرصاص على جنود الاحتلال دون توقف حتى إفراغ مسدسه واستشهاده، وقد تلقى جسده عشرات الرصاصات من جنود الاحتلال إلا أنه واصل مقاومته حتى الرمق الأخير.
وجاءت العملية البطولية الثانية للفدائي للتميمي بعد 12 يوماً من عمليته الأولى على حاجز شعفاط التي نفذها من نقطة صفر وأدت لمقتل مجندة وإصابة آخر بجراح خطرة.
ونعت حركة حماس شهيدها المطارد المجاهد التميمي من بلدة عناتا بالقدس المحتلة، وأكدت على أن هذه العملية الجديدة، واستبسال البطل التميمي وإصراره على مقاومة الاحتلال، يثبت أركان ثورة شعبنا ضد الاحتلال المجرم، ويبعث برسالة التحدي له من قلب القدس.