طوباس-
توافق اليوم الذكرى السنوية العشرين لاستشهاد المجاهد القسامي عاصم صدقي صوافطة، والذي قضى شهيداً إثر اشتباك مسلح مع قوات الاحتلال الإسرائيلي على أرض طوباس بالضفة الغربية بتاريخ 29 تشرين الأول/ أكتوبر عام 2002.
ترعرع عاصم في مدينة طوباس معقل المجاهدين، والتحق بركب المقاومة في ريعان شبابه، وحمل السلاح وخاض الاشتباك تلو الاشتباك مع جنود الاحتلال ومستوطنيه في الأغوار، حتى وضعه الصهاينة على قوائم الاغتيالات.
المطاردة المبكرة
تحمل عاصم المسؤولية في مقتبل عمره، فقد شهد اعتقال إخوانه جميعاً وهو صغير السن، وعمل راعياً للغنم، وحرمه الاحتلال من الحصول على شهادة الثانوية العامة، بفعل المطاردة المبكرة له.
وأصبح القسامي عاصم أبرز المطلوبين لدى قوات الاحتلال في منطقة طوباس، وبدأت قصته مع المطاردة حين اقتحمت المخابرات الفلسطينية بيته في طوباس قبل نحو عام من استشهاده، وذلك في ذروة انتفاضة الأقصى، من أجل اعتقاله، بسبب العملية الاستشهادية التي نفذها أحد أصدقائه من سرايا القدس أحمد دراغمة في مستوطنة بيسان.
وبالفعل تم اعتقال عاصم ومكث فترة في سجون السلطة، إلى أن منّ الله عليه بالفرج، إثر عمليات القصف والاجتياح المتلاحقة التي نفذتها قوات الاحتلال في جنين.
مقاتل قسامي
بدأ فصل جديد من مطاردة قوات الاحتلال له، وما كان له إلا أن يحمل سلاحه ويقاتل في صفوف كتائب الشهيد عز الدين القسام، ملتزماً بتعليمات أعلام المقاومة في حماس والمجاهدين في منطقته.
ورغم صغر سن عاصم، فقد عرف عنه أنه شاب صعب المراس، كيف لا وهو ينحدر من بيت عُرف بعطائه وجهاده، فأخوه الأكبر معتقل لدى الاحتلال بتهمة الانتماء لكتائب القسام، وشقيقه الأصغر معتقل أيضا لدى الاحتلال بتهمة إيواء قادة القسام.
أما أخ عاصم الثالث علاء فقد تعرض للاعتقال أيضاً، ضمن سياسة الاحتلال الهادفة للضغط على شهيدنا القسامي، لأجل تسليم نفسه.
موعد الشهادة
استهدفت قوات الاحتلال منزل عاصم مرات عدة في الفترات السابقة، لكنها فشلت في العثور عليه، وكانوا في كل مرة يهددون ذويه بأنه إن لم يسلم نفسه فسيتعرض للتصفية، ولكنها شيم القساميين دائماً، وعبارتهم الخالدة يوم قالها الشهيد قيس عدوان ورفاقه: “إن رجال القسام لا يسلمون لأنفسهم، فخاضوا معركة مشرفة استشهدوا خلالها جميعا”.
وعلى ذات الدرب، خاض عاصم اشتباكاً مسلحاً مع قوات الاحتلال الإسرائيلي، استمر لساعات عدة، بعد محاصرة قوات خاصة المنزل الذي كان يتواجد فيه بطوباس.
ورفض القسامي عاصم صوافطة الاستسلام واستمر اشتباكه مع الاحتلال حتى الساعة السادسة والنصف صباحاً، حتى لقى الله شهيداً وفاضت روحه إلى السماء بتاريخ 29/10/2002.