قال الباحث والمحلل السياسي فرحان علقم، إن استمرار العدوان في الضفة الغربية وتوسيع دائرته والزج بأسلحة جديدة إلى شمال الضفة الغربية تحديدا يستوجب الوقوف عنده من جميع أطياف الشعب الفلسطيني.
ولفت إلى أنه بات من المعلوم أن كل ما يجري والحجم الذي تتم فيه العملية بمستوى البطش والإجرام الذي يطال المدنيين ليس استجابة لحالة عملياتية للاحتلال، إنما هو استجابة لمخططات المستوى السياسي الذي يرى جزءًا منه، بأن الفرصة مواتية لتنفيذ خطط الضم والتهويد وفرض السيطرة على الضفة الغربية وتهجير الفلسطينيين.
وبشأن الجزء الآخر الذي يمثله نتنياهو يرى في هذا العدوان، يرى “علقم” بأنها فرصة له لإنقاذ نفسه من السقوط الوشيك خاصة بعد الإخفاقات المتتالية في قطاع غزة وفشله في تحقيق أي من أهدافه التي أعلنها وتمسك بها.
وبين أن الاحتلال يستغل حالة الانشغال العالمي والعربي في كيفية الرد والتعامل مع هذيان الرئيس الأمريكي الجديد، فباتت الضفة الغربية مستباحة ولا من يلتفت إليها.
وطالب الجميع بالتصدي لهذا العدوان وفضح هذه الممارسات في كل المحافل، مناشدًا جامعة الدول العربية التي تتباحث في كيفية القضاء على المقاومة ونزع سلاحها أن تلتفت إلى الجريمة التي تحدث في الضفة الغربية بينما هم منهمكون في كيفية تفادي غضب ترمب وكيفية استرضائه بوضع خطط تستجيب لهذيانه وغروره الأحمق.
ووسع جيش الاحتلال الإسرائيلي، صباح الأحد، عدوانه على شمال الضفة الغربية، عبر فصيلة دبابات اقتحمت منطقة شمال جنين قرب فتحة مقيبلة، وهي المرة الأولى منذ اجتياح الاحتلال لمدن الضفة عام 2002، التي تشارك فيها دبابات بعدوان الاحتلال.
وقال جيش الاحتلال، في بيان له، إنه “في إطار توسيع العملية العسكرية في شمال الضفة الغربية، ستنفذ قوات من لواء ناحال ووحدة دوفدوفان، وفصيلة دبابات، عمليات في قرى إضافية في جنين، ضمن الجهد الهجومي”.
وفجر اليوم الأحد، اقتحمت قوات كبيرة من جيش الاحتلال برفقة جرافات عسكرية، بلدة قباطية جنوب جنين، وشرعت بتجريف وتدمير الشوارع والبنية التحتية في البلدة، فيما داهم الجنود عدة منازل وحولوها لثكنات عسكرية.
ودمرت قوات الاحتلال منطقة مثلث الشهداء والشارع الرئيسي بين جنين نابلس إضافة لهدم المقاهي في المنطقة وجدار مقبرة الشهداء العراقيين.
ويواصل جيش الاحتلال عدوانه الواسع وغير المسبوق على مدينة جنين ومخيمها لليوم الـ 34، والذي أدى حتى الآن لارتقاء 27 شهيدا وإصابة واعتقال العشرات، وتشريد الآلاف من سكان المخيم.