حمّلت مؤسسة العهد الدولية إدارة سجون الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن مصير الأسير عباس السيد (59 عاما) من مدينة طولكرم وذلك في ضوء شهادة أولية خرج بها أحد الأسرى من سجن “ريمون”أفاد من خلالها بتعرّض الأسير لعمليات تعذيب وتنكيل مروّعة.
وأكدت مؤسسة العهد الدولية أنّ إدارة سجون الاحتلال، ومنذ بداية حرب الابادة في غزة استهدفت قادة الحركة الأسيرة، من خلال عمليات التّعذيب والعزل والنقل، والتّنكيل المستمر.
واعتبرت مؤسسة العهد الدولية أنّ ما جرى مع الأسير عباس السيد هو بمثابة محاولة قتل، كما جرى مع العديد من الأسرى منذ حرب الإبادة حتى اليوم، وشددت على أنّ عامل الزمن يشكّل عاملا حاسمً في مصير الأسرى، جرّاء الإجراءات الخطيرة التي تواصل إدارة سجون الاحتلال تنفيذها بحقّهم، وعلى رأسها عمليات التّعذيب والتّجويع والاهمال الطبي.
ونقل الأسير في شهادته “أنّ إدارة السجن اقتحمت زنزانة الأسير السيد واعتدت عليه بالضرب المبرح ونقلته إلى جهة غير معلومة”.
وكان الأسير عباس السيد قد تعرض خلال الأسابيع الماضية لاعتداء وحشي إذ تعمد إدارة السجن إلى إخراجه كل ليلة إلى زنازين العقاب وتقوم بتقييد يديه وأقدامه بالقيود وإجباره النوم على بطنه لساعات طويلة الأمر الذي سبب له مشاكل صحية كثيرة لاسيما في هذا الجو البارد.
كما أفاد الأسير في شهادته” أن الأسير عباس السيد يعاني منذ فترة طويلة من مرض السكابيوس الذي تسبب له بانتشار الدمامل في كافة أنحاء جسده وباتت تؤثر بشكل كبير على عيونه وترفض إدارة السجن تقديم العلاج له”.
واعتقل القائد السيد عام 2002 بعد مطاردة استمرت 8 شهور، تعرض خلالها لعدة محاولات اغتيال من الاحتلال، بعد اقتحام موسع لمدينة طولكرم، وحكمت عليه محاكم الاحتلال الظالمة بالسجن 35 مؤبد و100 سنة.
ووجه له الاحتلال تهمه المسئولية عن عملية “فندق البارك” التي نفّذها الاستشهادي عبد الباسط عودة، وأدّت إلى مقتل (32) مستوطناً وإصابة (150) آخرين بجراح، إضافة إلى علاقته بعملية “هشارون” الاستشهادية التي نفّذها القسّامي محمود مرمش والتي قتل فيها (5) مستوطنين وجرح عدد آخر.
وتعرّض القائد السيد خلال فترة اعتقاله إلى العديد من أشكال التضييق والتنكيل سواء بعزله لسنوت طويلة، أو الحرمان من الزيارات، والتنقلات المستمرة.
القائد عباس السيد
وللأسير عباس السيد ولد وبنت، حيث أنهى نجله عبد الله الدراسة في جامعة خضوري تخصص تجارة الكترونية، ويدير حالياً إحدى الشركات الصغيرة.
وحصل القائد عبالسيد على شهادة الماجستير بتخصص الدراسات الإسرائيلية من جامعة أبو ديس، ومؤخرًا الماجستير الثاني الذي حمل عنوان: العملات الافتراضية المشفرة “ماليتها-حكم تعدينها”، من كلية الدعوة الجامعية للدراسات الإسلامية.
والأسير عباس السيد، حاصل على شهادة في الهندسة الميكانيكية، كما تخصص لاحقًا قبل اعتقاله في هندسة أجهزة التنفس الاصطناعي.
ويعدّ الأسير عباس السيد أحد أبرز قادة الحركة الأسيرة الفلسطينية، وأحد قادة حركة “حماس”، وذراعتها العسكري كتائب القسام في الضفة الغربية.