قال نشطاء ومراقبون إن “الاحتلال الإسرائيلي يسير وفق مخططات ممنهجة ومدروسة وجرائم كبيرة بحق المسجد الأقصى المبارك، وما لم تكن هناك عمليات نوعية في الداخل المحتل، فلن تتوقف هذه الجرائم”، مؤكدين أن خطط الاحتلال تسعى لتهويد المسجد وفرض التقسيم الزماني والمكاني فيه.
وذكر المختص في شؤون القدس بسام أبو سنينة أن “مشاهد جديدة للاحتلال ستكون في المسجد الأقصى خلال الشهرين القادمين لم نرها من قبل، وستكون تتويج لكل ما سبق من خطوات قام بها في باحات الأقصى”.
وأوضح أبو سنينة أن الاحتلال يهدف إلى تحقيق التقسيم المكاني للمسجد الأقصى على أرض الواقع، وأنه يستغل الأعياد العبرية لتهويد المسجد الأقصى.
ولفت أبو سنينة إلى أن حكومة الاحتلال تريد استرضاء المستوطنين والمتطرفين منهم من خلال السماح لهم باقتحام المسجد الأقصى، وذلك لضمان الأصوات الانتخابية في أي انتخابات مقبلة.
سعي للتقسيم
في السياق ذاته، حذر الناشط السياسي ثامر سباعنة من مخطط المستوطنين لتنظيم أكبر اقتحامات للمسجد الأقصى، في ما يسمى برأس السنة العبرية.
وقال سباعنة إن المستوطنين ومنذ بداية العام كثفوا اقتحاماتهم للمسجد الأقصى، منوهاً إلى أن أكثر من 46 ألف مستوطن اقتحموا الأقصى خلال العام الجاري، وهذا عدد كبير جدا مقارنة بالسنوات السابقة، ودليل واضح على سعي الاحتلال لفرض لتقسيم الزماني والمكاني للاقصى كأمر واقع على الفلسطينيين.
وطالب سباعنة بضرورة التحرك الإسلامي والعربي الواسع لحماية الأقصى المقدسات الإسلامية، وعدم الاكتفاء بترك الفلسطينيين وحدهم في ساحه الدفاع عن الأقصى.
تكثيف الرباط
وفي وقت سابق، أكد الناطق باسم حركة حماس عن مدينة القدس محمد حمادة أن الجرائم المرتقبة في المسجد الأقصى تستوجب تكثيف الرباط وشد الرحال، وحضور أهلنا في القدس والضفة والداخل المحتل.
ودعا حمادة إلى ترتيب برنامج للرباط في الأقصى بما يمكّن من التصدي لجموع المستوطنين وجمعياتهم الاستيطانية، ومنعهم من تحقيق مآربهم داخل المسجد.
وقال إنّ المسجد الأقصى مستهدف باعتداءات إسرائيلية كبيرة خلال الأسابيع المقبلة، في ظل مخططات تعتزم الجمعيات الاستيطانية تنفيذها في ذكرى ما يسمى أعياد رأس السنة العبرية.
ودعا حمادة المؤسسات والجمعيات والنقابات والشخصيات الوطنية والاعتبارية في الضفة والداخل المحتل إلى إدراك الأخطار التي تواجه الأقصى، وحشد الجماهير والوصول للمسجد، “نصرةً وتسييجًا له بأرواحهم ومهجهم”.
وبدأت منظمات الهيكل المزعوم حشد أنصارها لأوسع اقتحام للمسجد الأقصى المبارك، نهاية الشهر الجاري فيما يسمى برأس السنة العبرية.
وستشهد الفترة القادمة موجة عاتية من العدوان الاستيطاني على المسجد الأقصى من اقتحامات ونفخ في البوق، والرقص واستباحة المسجد سعيا لتهويده بشكل كامل وفرض واقع جديد فيه.
ووفق مخططات الاحتلال، تسعى جماعات الهيكل خلال 26 و27 من سبتمبر الجاري، بـما يسمى “رأس السنة العبرية”، إلى نفخ البوق عدة مرات في المسجد الأقصى المبارك.
وفي يوم الأربعاء الموافق 5 أكتوبر 2022 سيصادف ما يسمى “عيد الغفران” العبري، ويشمل محاكاة طقوس “قربان الغفران” في الأقصى، وهو ما تم بالفعل دون أدوات في العام الماضي.
ويحرص المستوطنون فيما يسمى بـ”يوم الغفران” على النفخ في البوق والرقص في “كنيسهم المغتصب” في المدرسة التنكزية في الرواق الغربي للأقصى بعد أذان المغرب مباشرة، ولكون هذا العيد يوم تعطيل شامل لمرافق الحياة، فإن الاقتحام الأكبر احتفالاً به سيأتي الخميس 6 أكتوبر 2022.
وستشهد الأيام من الاثنين 10-10 وحتى الاثنين 17-10-2022 ما يسمى “عيد العُرُش” التوراتي، ويحرص المستوطنون خلاله على إدخال القرابين النباتية إلى الأقصى، وهي أغصان الصفصاف وسعف النخيل وثمار الحمضيات وغيرها.