الضفة الغربية-
على بعد أمتار من مستوطنة “افني حيفتس” الجاثمة على أراضي قرية شوفة جنوب شرق طولكرم، يحاول المواطن جمال حامد الوصول إلى أرضه لقطف ثمار الزيتون.
في هذه المنطقة يحدد الاحتلال متى وكيف يدخل الفلسطيني لأرضه، وهو واقع يرفضه المواطن حامد الذي يصر على نيل حقه دون أي قيود من الاحتلال.
في موسم الزيتون تتجدد المعاناة لأصحاب الأراضي، وتتضاعف كل عام مع اتساع المساحات التي يسيطر عليها المستوطنون من أراضي الضفة الغربية.
واقع خطير
ويطالب المزارعون بوضع خطة استراتيجية وطنية وجدية لمقاومة الاستيطان، وحماية الأرض التي تعتبر جزءً من القضية الوطنية لا يمكن التخلي عنها.
وعبر المزارع جمال حامد عن أسفه من تقصير المؤسسات الرسمية تجاه انتهاكات المستوطنين، في وقت يعمل فيه الاحتلال على خطط استراتيجية طويلة المدى تنفذ تدريجياً للاستيلاء على مزيد من الأراضي.
وقال إن الاحتلال يمنعهم اليوم من قطف ثمار الزيتون على بعد 150 متراً من سياج المستوطنة، محذراً من أن بقاء الحال كما هو عليه يعني فقدان مئات الدونمات.
وذكر بأن الاحتلال استولى على 4000 دونم من أراضي شوفة والقرى المحيطة بها وحولها إلى مستوطنات رعوية وسكنية.
قنابل وزيتون
هي انتهاكات تتكرر أينما وجدت الأرض وشجر الزيتون، ففي جنوب الخليل دفع الاحتلال بتعزيزات عسكرية وعشرات الجنود برفقة المستوطنين لمنع المواطنين من قطف ثمار زيتونهم من أرضهم الواقعة في قرية التوانة بمسافر يطا.
لم يسمح الاحتلال للمواطنين بالبقاء في أرضهم فأطلق وابلاً من قنابل الغاز والصوت التي سلبت أجواء الفرحة من مزارعين انتظروا موسم الزيت طوال عام كامل.
في المقابل وخلف القوة العسكرية، يرعى مستوطن أغنامه في أراضي المواطنين بمسافر يطا لتلتهم مزروعاتهم وأشجارهم بحماية جنود الاحتلال.
دائرة الاستهداف
وأوضح رئيس مجلس قروي التوانة محمد ربعي أن اعتداءات المستوطنين وجنود الاحتلال تتصاعد في كل موسم قطف زيتون وحراثة للأرض.
وأشار إلى أن قرية التوانة الواقعة على مساحة 13 ألف دونم، في دائرة الاستهداف المتواصل لأنها تعتبر مدخل المسافر التي تشمل 30 تجمعاً.
وقال ربعي إن جيش الاحتلال يقدم كل التسهيلات للمستوطنين من أجل الاستيلاء على مزيد من أراضي المواطنين وترهيبهم ومنعهم من الوصول لأراضيهم.
ونبه إلى أن الاحتلال بدأ يستخدم سياسة الاستيلاء على الأرض بشكل أسرع وأوسع من خلال المستوطنات الرعوية التي تسلب أكبر مساحة بأقل عدد من المستوطنين.