الخليل
في 19 من أغسطس عام 2003 نفذ الشهيد القسامي الحافظ لكتاب الله رائد مسك من الخليل، عملية استشهادية في حافلة للمستوطنين بالقدس المحتلة، أدت لمقتل ما يزيد عن 20 مستوطنا وإصابة 150 آخرين.
حينها كانت زوجته أم مؤمن حامل بابنهم “محمد رائد”، الذي ولد بعد 4 أشهر من استشهاد أبيه، فتربى في بيت جده وفي أحضان والدته.
رواد القرآن
وعلى خطى أبيه سار محمد فحفظ القرآن كاملاً، وتميز في مدرسته منذ صغره بإلقاء الشعر والتفوق في الدراسة ودخل الفرع العلمي كما كان والده.
تفوق، توج بنتيجة “محمد رائد” في الثانوية العامة وحصوله على 93.3% في الفرع العلمي.
وقال “محمد رائد” إن تفوقه يجب أن يليق بالشهداء، مهدياً نجاحه لروح والده الشهيد، ولجده ووالدته اللذان ربياه ووفرا له الدعم طوال فترة الدراسة.
كما بعث محمد بإهداء خاص للأسرى نسيم الزعتري، ووجدى الزعتري، وعبد الله الشرباتي الذين ساعدوا والده في تنفيذ عمليته الاستشهادية.
وعمت أجواء الفرح منزل عائلة الشهيد مسك في “منطقة دويربان” بالخليل، وتزينت جدرانه بصور القسامي رائد، فيما ارتدى أفراد العائلة الوشاح الأخضر خلال استقبال المهنئين.
ولم يكن “محمد رائد” الوحيد الذي يتفوق في أبناء الشهيد مسك، فسبقه شقيقه مؤمن الذي حصل على معدل 97%، وشقيقته سما التي تفوقت ب95%.
سيرة بطل
وتميز الشهيد رائد مسك بحسن خلقه والتزامه الديني، وسرّيته في العمل العسكري، وكان كل حديثه ينصب حول القرآن وإعجازه وأحكامه وأوامره ونواهيه، والأخلاق والعبادات والآداب العامة.
واعتقل لدى الاحتلال عام 1989 وكان عمره (15 عاما) ومكث في السجن مدة عام، توفيت والدته وهو في الاعتقال ليتألم لموتها أشد الألم.
وفي 19 أغسطس من عام 2003 نفذ عملية استشهادية في الحافلة رقم 12، المحملة بالمستوطنين من ساحة البراق.
وتمكن الشهيد “مسك” من تفجير عبوته شديدة الانفجار، وتزن 5 كغم، وأدت لمقتل 20 مستوطنا وإصابة 150 آخرين.
رحل الشهيد رائد، وبقي مسك سيرته يفوح للأجيال من بعده، ولأبنائه الذين رفعوا اسمه عالياً بتفوقهم وحسن سيرتهم.