كان لافتا ما فعلته حركة حماس السبت الماضي مطلع أكتوبر عندما رسمت صورة فلسطينية وطنية جمعت فيها رموز المقاومة وحماة الأقصى وأعلت الصوت بأن الأقصى في خطر، وواضح أن هذه الصورة التي رسمتها حركة حماس ليست اعتباطا وليست مجرد مهرجان احتشد الناس فيه ثم انفضوا بعده إلى أعمالهم وبيوتهم وكأن ما كان لم يكن.
على النقيض تماما جاء هذا الاحتشاد ليس لنصرة الاقصى كلاميا فقط وإنما لدق ناقوس الخطر بأن ما يجري في القدس والأقصى من عدوان صهيوني يومي سيؤدي إلى انفجار، وهو ما أكده عضو المكتب السياسي في حركة حماس روحي مشتهى في كلمته حيث قال إن ممارسات الاحتلال في الأقصى خاصة وفي القدس وفلسطين عامة تنذر بانفجار الأقصى الكبير، وشدد على كلمة (الكبير) وذهب بعيدا إلى اعتبار أن انفجار الأقصى القادم سيغير شكل المنطقة، هذه الكلمات المعدودات فيها دلالة كبيرة على أن حركة حماس والمقاومة ذاهبة إلى أبعد نقطة في الدفاع عن المسجد الأقصى ولن توقفها تهديدات ولا وعودات بتحسينات اقتصادية.
والمتابع يرى أن حركة حماس تقود حملة إعلامية لتحريض الجماهير وتحديدا أهلنا في القدس والداخل من أجل الدفاع عن المسجد الأقصى والرباط فيه لحمايته من المؤامرات الصهيونية.
هذه الحملة الإعلامية ليست عشوائية وإنما مركزة تجاه هدف حماية المسجد الأقصى والإبقاء على جذوة المقاومة في نفوس الجماهير .
فالمقاومة في غزة تستند إلى قاعدة قوية وفيها قوى متعددة التسليح وهي تتأهب من أجل نصرة الأقصى والدفاع عنه، وفي الضفة هناك تطور ملحوظ ومتسارع ونشاهد يوميا عشرات المقاومين الذين يتجهزون للدفاع عن المسجد الأقصى .
هذا التطور في عمل المقاومة بالضفة وتحديدا في نابلس وجنين أربك حسابات أجهزة الاحتلال فأصبح يخشى المدن والمخيمات، ما دفع رئيس أركان جيش الاحتلال أفيف كوخافي إلى السماح باستخدام الطائرات في اغتيال المقاومين هناك حتى يجنب جنوده مصائد وكمائن المقاومة.
أما الداخل الفلسطيني المحتل فيعتريه غضب شديد أمام ما يجري في القدس من عدوان مستمر على المقدسات الإسلامية والمسيحية.
دولة الكيان أمام هذه الخارطة الفلسطينية تضع نفسها في وجه الانفجار الفلسطيني القادم وكما قال السيد روحي مشتهى قد أعذر من أنذر!