تناقلت مواقع التواصل الاجتماعي الليلة الماضية المكالمة الأخيرة بن الشهيد القسامي المشتبك همام حشاش وذويه قبل دقائق من اغتياله صباح الجمعة الماضية، برفقة شقيقه الشهيد حارث حشاش.
وعلى صوت الرصاص ونحيب ذويه، بدأ الشهيد حشاش رسالته قائلاً: “وصيتي لكم إن كنت لن أعود، سألتقي بكم في جنة الخلود”، مطالباً والديه بمسامحته والرضا عنه.
وتابع الحشاش في كلمات بدت منها آثار الدماء:” أمي بحبك.. بحبك .. بحبك.. أنتِ وأبي، وإن شاء الله نكون شفيعين لكم يوم القيامة، ارضوا عني فأنا راضي عنكم، أوصي أصحابي وأصدقائي بالمحافظة على الدين والصلاة، وإسناد أهل غزة”.
وأكمل بصوت خافت: “أنا مصاب في اليد والصدر، والتقط أنفاسي الأخيرة، ما دمت أتحدث معكم، سيواصلون إطلاق الرصاص، وفي الوقت الذي تسمعون فيه صوت إطلاق رصاص كثيف وتوقفت عن الحديث، فاعلموا أنني استشهدت، فسامحوني”.
وأضاف الشهيد حشاش:” أمنيي كانت أن لا أموت قبل أن آخذ ثأري من الاحتلال، أصبنا منهم أكثر من 30 جندياً (في إشارة لتفجير ناقلة الجند في جنين نهاية الشهر الماضي، والذي أسفر عن مقتل ضابط إسرائيلي وإصابة عشرات آخرين).
ويتحدث الشهيد عن الساعات التي سبقت اغتياله بصوت مليئ بالرضا والاحتساب، فيقول:” الحمد لله أنني سأكون شهيداً في يوم الجمعة، صليت الفجر وقرأت سورة الكهف (…) أطلب منكم أن تكون جنازتي على السنة”.
وأكد حشاش أنه استطاع اسقاط طائرتين مسيرتين “دورون” خلال المواجهات والاشتباكات، كما أكد إصابة أحد جنود الاحتلال برصاصه.
وزفّ الشهيد حشاش لعائلته خبر ارتقاء شقيقه الشهيد حارث أسعد حشاش، والذي رفض أن يترك شقيقه همام وحيدا في مواجهة جيش الاحتلال، وأصرّ على الاشتباك مع قوات الاحتلال حتى النفس الأخير وارتقائه شهيدا.
وتضمنت المكالمة حديث همام مع ابنة شقيقته والتي كان يناديها بين الفينة والأخرى بـ”جوجو”، والتي لم تكفّ عن البكاء والسؤال عنه وعن جدها وباقي أخوالها، وكان يصبّرها ويطلب منها الدعاء لهما وعدم البكاء، لتختتم حديثها معه “همام عندك أكل وشرب.. همام أنا بحب كثير كثير كثير”.
وبين الحين والآخر يخفت صوت الشهيد حشاش، ويعلو أحيان أخرى، متقاطعاً مع أزيز الرصاص وصيحات جنود الاحتلال، وفي الخلفية هدير جنازير جرافة إسرائيلية بدأت في هدم المنزل الذي تحصن بداخله الشهيد.
وشدد همام حشاش على ضرورة الدعاء لهما ودعم غزة والمقاومة ونصرة المقاومة وأبناء شعبنا في غزة وعدم تركهم لوحدهم.
وختم الشهيد وصيته قائلاً: “أشهد أن لا اله الا الله وأشهد أن محمد رسول الله، لا إله الا الله، عليها نحي وعليها نموت وعليها نلقى الله، أبي وأمي أصبروا وصابروا، قل لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا، هو مولانا وعلى الله فليتوكل المتوكلون، واللهم نسألك عيشة السعداء وميتة الشهداء ومرافقة الأنبياء”.
وزفت كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس، شهداء جنين السبعة الذين ارتقوا خلال عدوان الاحتلال على مخيم جنين شمال الضفة الغربية صباح الجمعة.
ونعت الكتائب شهيدها القسامي القائد/ ياسين أحمد العريدي، وشهيدها القسامي المجاهد/ همام أسعد حشاش، والمسؤول برفقة الشهيد المجاهد/ نضال عامر -أحد مجاهدي سرايا القدس- عن تنفيذ عملية التفجير لناقلة الجند في جنين بتاريخ 2024/06/27م؛ والتي قُتل فيها قائد وحدة القناصة النقيب “ألون سكاجيو” وأصيب 18 آخرين).
كما نعت الكتائب شهيدها القسامي المجاهد/ حارث أسعد حشاش، والشهداء الأبطال، قصي أمجد هزوز، وفؤاد إياد أشقر، وأحمد باسم عموري، ومحمد محمود جبارين.
وعاهدت الكتائب أبناء الشعب الفلسطيني على مواصلة الدرب الذي خطه الشهداء بدمائهم حتى يكتب الله النصر والتحرير،.
وأكدت الكتائب أن هذه الدماء ستبقى وقود الثورة في وجه المحتل الصهيوني، ولعنات تطارده في كل مدينة وشارع وزقاق من حيث لا يحتسب.
وأضافت الكتائب، أنه إن ظن المحتل أن تصعيد عداونه على شعبنا سيوهن عزمنا أو يكسر إرادتنا؛ فهو واهم وستثبت الأيام صدق قولنا، وستبقى مساجدنا مصانع إعداد للرجال والمجاهدين من شباب وطننا فلسطين وقلاعًا للتحرير.
واستشهد المقاومون السبعة خلال تصديهم لعدوان قوات الاحتلال صباح اليوم على مدينة ومخيم جنين، ومحاصرتها لأحد المنازل في منطقة حرشة السعادة.
وتصدى عناصر كتائب القسام ومقاومو جنين لعدوان الاحتلال وخاضوا اشتباكات مسلحة عنيفة، في محيط المنزل المحاصر بمنطقة حرش السعادة في المدينة.
وخاضت كتائب القسام وإلى جانب فصائل المقاومة اشتباكات مسلحة بالرشاشات والعبوات المتفجرة مع قوات الاحتلال، في محيط المنزل المحاصر بمنطقة حرش السعادة.