يواجه آلاف الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال، إلى جانب معتقلي غزة في المعسكرات التابعة لجيش الاحتلال، وجها آخر من أوجه الإبادة، مع استمرار تصاعد الجرائم الممنهجة بحقّهم، وغير المسبوقة بمستواها وكثافتها منذ بدء حرب الإبادة على غزة.
ومن أبرز هذه الجرائم هي التّعذيب، والتّجويع، والجرائم الطبيّة، والاعتداءات الممنهجة بمستوياتها المختلفة، وعمليات التّنكيل والسّلب، والحرمان، التي تمارس بشكل لحظيّ بحقّهم، دون أدنى اعتبار للقوانين والأعراف الدولية الإنسانية، والتي أدت إلى استشهاد 45 أسيرا منذ بدء حرب الإبادة، وهم فقط المعلومة هوياتهم، ومن تم الإعلان عنهم.
وأشارت مؤسسات الأسرى أن الآلاف من الأسرى، وتحديدا من يواجهون أحكاما عالية بالسّجن، ومن مر على اعتقالهم أكثر من عام، والمرضى منهم والجرحى، يواجهون تهديدا مضاعفاً على مصيرهم.
وبيّنت، أن المريض الذي كان لديه القدرة على تحمل ومواجهة الظروف الاعتقالية الصعبة قبل الحرب، وفي أول الحرب، فعليا لم يعد قادرا على ذلك مع استمرار وتيرة الجرائم بحقّهم وتحديدا الجرائم الطبيّة المتمثلة بحرمانهم من العلاج، والتعمد بنشر الأوبئة والأمراض بين صفوفهم.
ولفت مؤسسات الأسرى، إلى أنّ المعطيات كافة التي تتعلق بواقع الأسرى اليوم، تؤكّد أن أعداد الشهداء بين صفوف الأسرى ستتصاعد إن استمر مستوى الجرائم الممنهجة الراهنّة بحقّهم.
حملات اعتقال متواصلة
وبلغت حصيلة حملات الاعتقال أكثر من 11 ألف و800 حالة اعتقال في الضّفة الغربية، بما فيها القدس.
فيما بلغت حصيلة حالات الاعتقال بين صفوف النّساء بعد السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، أكثر من (435) (تشمل هذه الإحصائية النساء اللواتي اعتقلن من أراضي عام 1948، وحالات الاعتقال بين صفوف النّساء اللواتي من غزة وجرى اعتقالهنّ من الضّفة)، لا يشمل هذا المعطى أعداد النّساء اللواتي اعتقلن من غزة، ويقدّر عددهن بالعشرات.
في حين، بلغ عدد حالات الاعتقال بين صفوف الأطفال في الضّفة، ما لا يقل عن (775)، كما بلغ عدد حالات الاعتقال والاحتجاز بين صفوف الصحفيين منذ بدء حرب الإبادة (136) صحفيا وصحفية، تبقى منهم رهنّ الاعتقال (59) من بينهم (6) صحفيات، و(32) صحفياً من غزة على الأقل ممن تم التّأكّد من هوياتهم.
كذلك، بلغت عدد أوامر الاعتقال الإداريّ منذ بدء حرب الإبادة، أكثر من عشرة آلاف أمر ما بين أوامر جديدة وأوامر تجديد، منها أوامر بحقّ أطفال ونساء.
واستشهد في سجون الاحتلال بعد السابع من تشرين الأول/أكتوبر، ما لا يقل عن (45) معتقلا ممن تم الكشف عن هوياتهم وأعلن عنهم، من بينهم (27) شهيدا من معتقلي غزة، بالإضافة إلى العشرات من معتقلي غزة الذين استشهدوا في السّجون والمعسكرات ولم يفصح الاحتلال عن هوياتهم وظروف استشهادهم، إلى جانب العشرات الذين تعرضوا لعمليات إعدام ميداني.