يمتد سجل العطاء للكتلة الإسلامية في جامعة النجاح الوطنية بنابلس في كافة الساحات والميادين، فنرى أبنائها يضحون بأعمارهم في سجون الاحتلال الإسرائيلي، ويتفوقون في تخصصاتهم العلمية، ويبرعون في ميدان الإقدام والشجاعة.
وقد سطع من بين أسوار الجامعة والكتلة الإسلامية شموس بددت ظلمة سجون الاحتلال، فكانت معاصمهم أكبر من كل قيد، وتألقت نفوسهم وأرواحهم الحرة أمام قضبان الزنازين.
وزادهم ما نهلوا منه في رحاب كتلتهم الغراء وعملهم في خدمة زملائهم الطلبة، مما يحدو الطلبة دوما على تجديد الثقة بمرشحيهم لتمثيلهم في المجلس.
أسرى الحرية
الأسير القائد القسامي عبد الناصر عطا الله عيسى (52 عاماً) من نابلس، ابن الكتلة الإسلامية الذي خاض سلسلة من الاعتقالات قبل اعتقاله عام 1995، وقد أمضى في الأسر تراكمياً 29 عاماً، ويصنف كأحد عمداء الأسرى في مدينته نابلس، ومحكوم بالمؤبد و20 عاماً.
وفي 21 أغسطس 1995 فجرت عملية استشهادية لكتائب القسام مجموعة من المحتلين في القدس المحتلة، كما فجرت غضب قادة الاحتلال الإسرائيلي الذين فشلوا في منعها، رغم اعتقال العقل المدبر لها الأسير القائد عبد الناصر عيسى قبلها بيومين كاملين، والذي صمد صمودا أسطوريا، أمام محققي الشاباك الذين كانوا يحاولون إفشال عملية استشهادية دبرها وأوصل المتفجرات التي ستستخدم بها.
وهذا الأسير القسامي معاذ سعيد بلال (47عاماً) من مدينة نابلس المعتقل في سجون الاحتلال منذ عام 1998م، وبعد 3 شهور من التحقيق العسكري القاسي حكم عليه بالمؤبد 26 مرة إضافةً إلى 27 سنة أخرى بتهمة انتمائه لخلية عسكرية تدعى “مجموعة شهداء من أجل الاسرى” تابعة لكتائب القسام.
ودرس القسامي بلال في كلية الشريعة بجامعة النجاح وكان أحد نشطاء كتلتها الإسلامية، وقادته إلى الارتقاء بسلم كتائب القسام عام 1994، برفقة مجموعةٍ من خيرة الشباب وعلى رأسهم الشهيد يحيى عياش، علي عاصي، عدنان مرعي، مازن ياسين.
أما الأسير سليم محمد حجة 41 عاماً، من قرية برقة قضاء نابلس، فلم يتمكن منذ عام 1991 من إكمال دراسته الجامعية، في جامعة النجاح الوطنية، تخصص شريعة إسلامية، بسبب الاعتقالات المتكررة.
وقضى الأسير حجة 6 سنوات في سجون الاحتلال الاسرائيلي، وهو الآن يقضي حكماً بالسجن 16 مؤبداً و30 عاماً، وهو أب لابن يبلغ من العمر 10 سنوات، وولد وهو داخل الأسر.
التحقيق القاسي
أما الأسير صلاح الدين أبو جلبوش (41عاماً) من قرية مركة جنوب مدينة جنين، والذي أمضى 21 عاما في سجون الاحتلال، حيث اعتقل بتاريخ 12/10/2002، بعد اقتحام منزل ذويه بطريقة عنيفة وتفجير الأبواب.
وكان أبو جلبوش آنذاك طالباً في جامعة النجاح الوطنية وأحد أبرز كوادر الكتلة الإسلامية فيها، تعرض لتحقيقٍ قاسٍ لمدة ثلاثة أشهر متواصلة، وبعد عامين من اعتقاله أصدرت محاكم الاحتلال بحقه حكماً بالسجن المؤبد المكرر مرتين بزعم تنفيذه عملية أدت لمقتل اثنين من المستوطنين بإحدى المستوطنات القريبة من جنين والانتماء لكتائب القسام.
في حين يواصل الأسير سعيد بسام ذياب من مدينة قلقيلية اعتقاله وحكمه البالغ 27 عاما، حيث اعتقل بتاريخ 28, مارس 2007 ووجهت له تهمة الانتماء إلى حركة المقاومة الإسلامية حماس وكتائبها القسامية ضمن خلية الشهيد “محمد السمان”، والتخطيط لعملية خطيرة في تل الربيع المحتلة.
والأسير محمد نايف محمد بركات (32 عامًا) من عنبتا بطولكرم، وهو أحد محرري صفقة “وفاء الأحرار” المعاد اعتقالهم، أمضى 12 عاما في سجون الاحتلال قبل الإفراج عنه بالضفة أعيد اعتقاله وأعاد الاحتلال الحكم السابق له البالغ 25 عاما.
أما الأسير عماد ضرار الأغبر فالحكاية بدأت في الثالث والعشرين من أبريل/ نيسان عام 2017؛ حين تناقلت وسائل الإعلام خبر وقوع عملية طعن في مدينة يافا المحتلة التي يسميها الاحتلال “تل أبيب”، وبعد ساعات كان الخبر أن عماد هو المنفذ.
والأغبر أحد طلبة الكتلة الإسلامية كان في سنته الأولى بجامعة النجاح الوطنية بتخصص التربية الرياضية، ولم تمر فترة طويلة حتى أصدر الاحتلال حكمه على الأسير عماد بالسجن لمدة 23 عاما وغرامة مالية بقيمة 200 ألف شيكل.
ويتواجد الأسير الآن في سجن جلبوع، لكنه لم يستسلم للأسر والحكم فقرر إكمال دراسته في جامعة القدس المفتوحة؛ وسار في حفظ القرآن والتجويد وحصل على شهادات داخل الأسر في التنمية البشرية وغيرها من المهارات.
وهنا الأسير يحيى محمد مرعي، ففي 29/04/2022م عادت كتائب القسام لتثبت وجودها في الضفة بعملية بطولية في مستوطنة “أرئيل” الجاثمة على أراضي سلفيت، قتل فيها مستوطن وأصيب ثلاثة آخرون، وبعد ساعات من المطاردة والتخبط والاستنفار، اعتقل الاحتلال منفذا العملية المجاهدين القساميين يوسف عاصي ويحيى مرعي، وكلاهما من قرية قراوة بني حسان قرب سلفيت.
الملاحقات والمطاردة والاعتقالات والحملات المسعورة التي تشنها أجهزة أمن الاحتلال أو أجهزة أمن السلطة، لم تثن الكتلة الإسلامية في جامعة النجاح عن خدمة طلبتها دون كلل أو ملل، ونصرة القضايا الوطنية بكل ثبات وتضحية وفي مقدمتها الأسرى والأقصى، مؤكدة دوما على شعارها: “علم ومقاومة وإبداع”.