اتهمت تقارير حقوقية سلطات الاحتلال بالتواطؤ مع اعتداءات المستوطنين على الفلسطينيين وممتلكاتهم في الضفة الغربية.
وأكدت أن 93 % من ملفات التحقيق ضد المستوطنين انتهت دون تقديم لوائح اتهام وبتسجيل الاعتداء ضد مجهول، وأنه من بين 1597 اعتداء من المستوطنين، تم فتح تحقيق في 7% منها، وقدمت لوائح اتهام لم تسفر عن شيء يذكر في 107 ملفات فقط، بينما تم إغلاق 81 % من الملفات.
وتدلل المعطيات على تجاهل الاحتلال لشكاوى الفلسطينيين في الوقت الذي تفتح فيه تحقيقاً وتقدم لوائح اتهام بحق غالبية الفلسطينيين المقدمة بحقهم شكاوى من المستوطنين.
ويشار إلى أن 3% فقط من لوائح الاتهام المقدمة انتهت بإدانة المستوطنين، فيما قالت منظمة العفو الدولية “ أمنيستي ” في أحد تقاريرها إن الإفراج عن 6 مستوطنين من مرتبكي الهجوم على الفلسطينيين في بلدة حوارة جنوبي نابلس يؤكد أن الإفلات من العقاب هو النهج السائد لمرتكبي العنف من المستوطنين.
وتتركز هجمات المستوطنين على الفلسطينيين في قرى محيط مدينة نابلس، مثل ما جرى قرب بلدة عورتا ليلة التاسع من شهر آب الماضي، وتعرض أحد السائقين الفلسطينيين للضرب بعصا في رأسه وكتفه الأيمن، منقبل مستوطني “ايتمار”، وسائق آخر أصيب بأضرار في عينه اليمنى بعد أن دخلت شظية زجاج من نافذة السيارة المحطمة في عين.
وغير بعيد عن مستوطنة ” إيتمار ” ارتكب مستوطنون آخرون يقيمون في البؤرة الاستيطانية الارهابية “غفعات رونين” أيضا جريمة ارهابية في التاسع من آب الماضي، عقب تنفيذهم هجوما واعتداءا على أربع نساء وطفلة من مدينة رهط النقب.
حرب وحشية
إرهاب المستوطنين تجاوز الحدود هذا العام، الحرب الوحشية على غزة من جهة وتحالف المصالح بين نتنياهو وسموتريتش وبن غفير، الذي انعكس في اتفاقيات تشكيل أكثر حكومات اسرائيل تطرفا وفاشية، وفرا لهم الأسباب والغطاء والحماية .
فبعد ” ايتمار ” وجفعات رونين ” جاء الدور على ارهاب ” شيلو ” وبؤرها الاستيطانية في قرية قريوت، الذي طال طفلة الأعوام الثلاثة عشر وعلى ارهاب ” أفيتار ” في بلدة بيتا، الذي طال المتضامنة الأميركية من أصل تركي.
الشواهد اليومية حاضرة في جردة سريعة لأسبوع مضى، بدءا من خربة زنوتا شرق الظاهرية في محافظة الخليل، عندما هاجم المستوطنون بحماية الاحتلال الأسبوع الماضي خربة زنوتا شرق بلدة الظاهرية، واحتجزوا ماشية وأجبروا اصحابها على دفع غرامة في انتظار المحكمة، والمسيرة الاستفزازية على شارع 90 القريب من قرية الجفتلك، ورشق مركبات المواطنين قرب قرية بورين جنوب نابلس بالحجارة فضلا عن إضرام النار في أراضيها والاعتداء على ممتلكات المواطنين وأسقف الكهوف بمسافر يطا جنوب الخليل وتخريب أنابيب وخزانات المياه بهدف ترحيل المواطنين عن أراضيهم لصالح التوسع الاستعماري.
يضاف ذلك إلى دهم منازل المواطنين في قرية يتما جنوب نابلس وإضرام النيران في محيطها ومنازل المواطنين في منطقة خلايل اللوز جنوب شرق بيت لحم ما أثار حالة من الهلع والخوف في صفوف الأطفال والنساء.
بل إن ارهاب المستوطنين وصل حدودا فاقت المألوف بنفوق عدد من رؤوس الأغنام بعد تسميمها في تجمع عرب المليحات، شمال غرب مدينة أريحا.
واقتحام منطقة “عين جريوت” في بلدة بيتونيا غرب رام الله ، التي تعتبر من أكبر العيون في المنطقة، والاعتداء على أراضي قرية بيت امرين غرب نابلس وقطع عدد من أشجار الزيتون، وتدمير غرفتين زراعيتين، وخزانات للمياه، وسلاسل حجرية تحيط بالأراضي وعلى أراضي المواطنين في قرية جبع جنوب جنين، واقتلاع أشجار في امتداد سياسة إعادة المستوطنين إلى “حومش” بعد إخلائها عام 2005، والعودة لمهاجمة منازل المواطنين في قرية أم صفا شمال غرب رام الله وإطلاق الرصاص الحي صوب منازلهم بعد ان تمركزوا عند جبل الرأس وجبل أبو طنطور.
وقد واصل المستوطنون على امتداد الأسبوع اعتداءاتهم على الطلبة والكادر التعليمي في مدرسة عرب الكعابنة الأساسية في منطقة المعرجات شمال غرب مدينة أريحا واعتقلوا مدير المدرسة، وأحد أهالي الطلبة وتعاملت الطواقم الطبية مع سبع إصابات تم نقلها للمستشفى، بينها 4 معلمات.
هذا الى جانب الاعتداء على أراضي المواطنين في بلدة بيتا جنوب نابلس واقتحام منطقة “اليتماوي” بحماية جنود الاحتلال ومهاجمة مستوطنين مسلحين الرعاة في منطقة المالح وفي خربة الفارسية بالأغوار الشمالية ، فضلا عن اقتحام مستوطنين في عتمة الليل خربة شعب البطم وخلة الضبع بمسافر يطا جنوب الخليل عرف منهم مستوطن مسلح يرتدي زي جيش الاحتلال وقرية المغير في محافظة رام الله والبيرة ، التي كانت هي الاخرى هدفا لجرائم المستوطنين وهي القرية ، التي تعرضت لعدة هجمات من قبل المستوطنين كان أخطرها قبل نحو ثلاثة أشهر، حين أحرقوا العديد من المنازل والمركبات.