الضفة الغربية
يسعى الاحتلال في الآونة الأخيرة لاستعراض قوته في الضفة الغربية عبر الاقتحامات الواسعة كالتي نفذها في جنين قبل أيام، بعد فشل عملية “كاسر الأمواج” في الضفة المحتلة.
وقال الباحث في الشأن الإسرائيلي سعيد بشارات، إن جيل الشباب الذي يتصدى للاحتلال يقلق العدو بشكل كبير، مع تنامي الحس الوطني والنضالي العام بأخذ زمام المبادرة.
وأشار بشارات إلى أن أكثر من 90 آلية عسكرية اقتحمت مدينة جنين مساء الإثنين الماضي معززة بمراسلين عسكريين ووحدات خاصة، والهدف المعلن كان هدم منزل الشهيد “رعد حازم” منفذ عملية “ديزنغوف”.
انسحاب للخلف
وبيّن بشارات أن الهدف غير المعلن للعملية، هو فشل عملية “كاسر الأمواج” التي نفذتها قوات الاحتلال في الضفة الغربية خلال الشهور الأخيرة الماضية، وخوف المستوطنين وانسحابهم للخلف.
ولفت إلى أنه لم نعد نرى المستوطنين كما السابق على مفترقات الطرقات وفي قبر يوسف أو في قريوت، أو خروجهم في بلدة حوارة جنوب نابلس وصعودهم على الأعمدة وإنزال الأعلام الفلسطينية.
وأكد بشارات أن جيش الاحتلال باقتحامه مدينة جنين بهذه القوة، يريد تنفيذ عملا استعراضيا لردع وارهاب الفلسطينيين، ودعم المستوطنين معنوياً.
وأضاف:” رافق جيش الاحتلال في العملية العسكرية مراسلون عسكريون للبث والتضخيم والمبالغة في تقاريره، ودعم أكاذيب جيش الاحتلال”.
ونوه بشارات إلى أنه في حال فشل هذه الاستراتيجية، فقد أعلن جيش الاحتلال أن سيستخدم الطائرات المسيرة الهجومية للاغتيالات في الضفة، الأمر الذي ينم عن ضعف جيش الاحتلال وفقدانه السيطرة على الأرض.
وتصاعدت عمليات المقاومة في الضفة الغربية بشكل كبير في الأيام الأخيرة، وخاصة إطلاق النار على جنود الاحتلال والمستوطنين.
وخلال 24 ساعة نفذ مقاومون 4 عمليات إطلاق نار، إلى جانب تفجير عبوتين ناسفتين، و4 زجاجات حارقة، و5 عمليات تصدي للمستوطنين وتحطيم مركبتين لهم.
وتركزت عمليات المقاومة في الساعات الأخيرة في مدن نابلس وجنين ورام الله والقدس وقلقيلية والخليل.
ورصد مركز المعلومات الفلسطيني “معطى” في تقريره الدوري لأعمال المقاومة (832) عملاً مقاوماً، خلال شهر أغسطس/آب الماضي، أصيب خلالها (28) إسرائيلياً بعضهم بجراحٍ خطرة.
وقد استشهد (9) مواطنين برصاص قوات الاحتلال في خمس محافظات مختلفة، (5) شهداء منهم في محافظة نابلس، بينما أصيب (621) آخرين.
وشهدت عمليات الاشتباك المسلح مع قوات الاحتلال تصاعدا ملحوظاً مقارنة بشهر يوليو الماضي، حيث بلغت عمليات إطلاق النار على أهداف الاحتلال (73) عملية، (28، 24) عملية منها في نابلس وجنين على التوالي، حسب التقرير.