دخل الأسير القسامي القائد إسلام صالح جرار(49عاماً) من سكان بلدة برقين قضاء جنين، عامه ال21 على التوالي في سجون الاحتلال، وذلك منذ اعتقاله بتاريخ 26/8/2002.
حياة قائد
ولد إسلام صالح محمد جرار في عام 1973، في بلدة برقين القريبة من مدينة جنين، عُرف عنه الالتزام في صغره وحسن التربية والخلق، كان ولا يزال مقرباً من والديه وحنوناً عليهما.
عُرفت عائلة الأسير جرار بحب العلم والأدب، فوالده هو الأستاذ الشاعر صالح جرار، الذي خدم في سلك التربية والتعليم لأكثر من 55 عاماً، وأمه المربية رجاء جرار التي خدمت في مدارس مدينة جنين لمدة طويلة.
درس الابتدائية والثانوية في مدارس بلدته ومدينته، ثم التحق بجامعة القدس أبو ديس، لدراسة برمجة الحاسوب، وبرز فيها ناشطاً في الكتلة الإسلامية، مميزاً في أدائه، خدوماً لإخوانه، حتى أضحى أمير الكتلة حتى تخرجه عام 1997.
وخلال حياة إسلام لم يكن بعيداً عن ميدان المقاومة والجهاد، بل كان الأسر والمطاردة ديدنه، فقد اعتقل لأكثر من 6 مرات، ما بين سجون الاحتلال ومعتقلات السلطة.
ونشط جرار إثر انتفاضة الأقصى شعبياً وعسكرياً، حتى امتدت مطاردته لأكثر من عامٍ كامل، عمل خلاله مع ثلةٍ من مجاهدي كتائب الشهيد عز الدين القسام، وكان من بينهم الشهيد نصر جرار، والشهيد قيس عدوان، والشهيد مازن فقها.
تمكنت قوات الاحتلال من اعتقاله مع الشيخ جمال أبو الهيجا، وخضع إثر ذلك لعملية تحقيق قاسية ولعزلٍ انفرادي استمر لأشهر، حتى تم الحكم عليه بالمؤبدات التسع، بعد اتهامه بالوقوف وراء عملية صفد الاستشهادية.
تعرض القيادي جرار للعديد من العقوبات خلال سنوات اعتقاله على يد إدارة مصلحة السجون، وعزله لفترة طويلة، وحرمانه من الزيارة، ونقله من سجن إلى آخر، لفرض مزيد من المعاناة عليه.
لم يستسلم جرار للأسر بل سعى لإكمال دراسته الأكاديمية، وحصل على شهادة الماجستير في الدراسات الإسرائيلية، كما خاض مع إخوانه الأسرى نضالهم وإضرابهم عن الطعام.
وأصبح جرار عضواً في الهيئة القيادية العليا لأسرى حماس لأربع مراتٍ متتالية، ما بين عامي 2012-2019، وكان آخر إنجازاته كتابه “نصر الطيار”، الذي وثق فيه مسيرة قائد القسام نصر جرار وابنه أحمد، ودورهما في مقارعة الاحتلال.
فقد إسلام والدته عام 2016 بعد معاناتها الشديدة مع المرض، وحرمان الاحتلال المطول لها لزيارة فلذة كبدها.
لكن سعيه للحياة والمقاومة لم يخمد ولم يخفت، ولم يلين، وكما كان في المطاردة مقاوما عنيدا، بقي كذلك في الأسر حاملا مشعل الأمر بالحرية والتحرير والنصر المبين.