صعّدت قوات الاحتلال الإسرائيلي وإدارة سجونها في شهر أكتوبر الماضي من جرائمهم بحق المعتقلين وذويهم، بما يرقى لجرائم حرب تمارسها بحق المواطنين الآمنين والمدنيين الفلسطينيين، وتضاعفت بعد السابع من أكتوبر مع بدء معركة طوفان الأقصى.
ووثقّت مؤسسات الأسرى، العشرات من الشهادات الأولية، من معتقلين أفرجت عنهم قوات الاحتلال الإسرائيلي بعد اعتقالهم بفترة وجيزة، وكذلك عائلات المعتقلين الذين استهدفوا خلال حملات الاعتقال، وعكست مستوى عال من الاعتداءات والانتهاكات والجرائم الممنهجة، بالتزامن مع عدوانه على قطاع غزة.
ووصلت تهديدات الاحتلال بحق المعتقلين وذويهم بإطلاق النار بشكل مباشر، والضرب المبرح، والتحقيق الميداني معهم، والتهديد بالاغتصاب، واستخدام الكلاب البوليسية، واستخدام المواطنين دروع بشرية وغيرها من الانتهاكات الوحشية.
وأدت هذه الاعتداءات، والجرائم الممنهجة إلى إصابة العديد من المعتقلين، وأفراد من عائلاتهم، بإصابات جسدية مختلفة، وتعمد الاحتلال بعد اعتقالهم تركهم دون علاج.
وعكست شهادات العائلات العديد من الأعراض النفسية التي ظهرت على أفراد من العائلة ومنهم الأطفال جرّاء عمليات الاقتحام الوحشية التي جرت لمنازل المواطنين.
ومن ضمن الحالات التي تم توثيقها، حملة الاعتقالات والمداهمات الواسعة التي نفّذها الاحتلال في مخيم الجلزون شمال رام الله بالضفة الغربية المحتلة، في الـ 23/10/2023، والتي استمرت لساعات طويلة، واستخدم خلالها شتى أنواع الترهيب والتنكيل.
وبحسب ما أفادت به والدة الأسيرين محمد وعدي نخلة، اقتحمت قوات مدججة من الاحتلال المنزل فجرًا، وضربت الأبناء بشكل مبرح أمام والديهم، وربطوا الابن الأصغر ريان (16 عامًا) بعصبة وضربه أمام باقي أفراد العائلة وتهديده بالقتل، ولم يكتف الجنود بضربه بل أحضر أحد الجنود سكينًا ووضعها على رقبته ثم هدده بالقتل، واستمر اقتحام المنزل لأكثر من ثلاث ساعات، واستخدموا فيها شتى طرق الضرب والتنكيل مع معظم أفراد العائلة وعاثوا خرابًا في المنزل قبل انسحابهم واعتقالهم لمحمد وعدي نخلة.
وفي بلدة جناته في بيت لحم، تعرضت عائلة المسن عبد الله العروج، لعملية اعتقال جماعية طالت أربعة من أبنائه، ليرتفع عدد المعتقلين من أبنائه إلى 6 ، اثنين منهم معتقلان قبل السابع من أكتوبر وهم: إسماعيل، وإبراهيم، ومحمد، وجعفر، وأحمد وعيسى العروج، وخلال عمليات الاقتحام التي تعرضت لها العائلة، نفّذت قوات الاحتلال اعتداءات بالضرب المبرح بحق والدهم المسن البالغ من العمر 70 عامًا، عدا عن عمليات التخريب الواسعة التي طالت منازل العائلة، والتهديدات المتكررة.
وفي إطار هذه الجرائم، تابعت المؤسسات، تصوير جنود الاحتلال فيديوهات للمواطنين المعتقلين، وكان من بينهم فيديو ظهر فيه جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي، يعذبون مجموعة من المواطنين المدنيين العزل في ظروف حاطة بالكرامة الإنسانية، بعد تجريدهم من ملابسهم.
وكان هذا الفيديو جزءًا من مجموعة مقاطع مصورة أخرى نشرها جيش الاحتلال، يصوّر فيها جنود الاحتلال مواطنين فلسطينيين بعد اعتقالهم وهم في ظروف مهينة، والتعمد بوضع علم الاحتلال على المعتقلين وهم معصوبو الأعين، ومقيدون.
يشار إلى أن عدد حالات الاعتقال ارتفع منذ السابع من أكتوبر الماضي إلى أكثر من (1985) حالة، وهذه المعطيات حول حالات الاعتقال تشمل من جرى اعتقالهم من المنازل، وعبر الحواجز العسكرية، ومن اضطروا لتسليم أنفسهم تحت الضغط، واحتجاز أفراد من عائلاتهم كرهائن.
ويذكر أن أعداد الأسرى ارتفعت بشكل كبير جداً في الآونة الأخيرة نتيجة حملات الاعتقال حيث وصلت إلى نحو (7000) أسير بينهم (62) أسيرة، فيما لا تتوفر أعداد دقيقة للمعتقلين الأطفال، وبلغ عدد المعتقلين الإداريين (المعتقلون دون تهمة) (2070).