لم يتوقف الفلسطيني الثائر عن ابتكار أساليب جديدة لمقاومة الاحتلال الإسرائيلي، وخاصة في المناطق التي يكثف المحتل جهوده لإخماد أي شعلة للمقاومة فيها، لا سيما في الضفة الغربية التي تشهد اعتداءات متصاعدة منذ السابع من أكتوبر الماضي، وهجمات غير مسبوقة للمستوطنين.
وتعد “البالونات الحارقة” واحدة من الأدوات التي يمكنها إرباك المستوطنين وقض مضاجعهم، وأثبتت أنها سلاح فعّال لحرق المستوطنين وصد هجمات المستوطنين.
فكرة البالونات الحارقة
وتتمثل فكرة هذه البالونات في استخدام “الكوندم” كبالون لقوة تحمله، ويتم نفخه بالهيدروجين ليقطع مسافات طويلة، ولكن ينبغي التحكم بنسب النفخ حسب المسافات المخصصة، ويجري إطلاقه بحسب اتجاه الهواء في مسار الهدف، وينبغي تنفيذ هذه الخطوات لعدة بالونات كي تكون النتيجة محرقة للمستوطنات.
ويأتي سلاح “البالونات الحارقة” امتداد للأدوات المستخدمة في المقاومة الشعبية، والتي يشعل من خلالها الشبان الثائر في الضفة الغربية الأرض لهيبا من تحت أقدام المحتل والمستوطنين.
ونجح الفلسطينيون وأجيالهم المنتفضة على مر السنوات في إبقاء جذوة المقاومة متقدة، بأقل الوسائل وأبسط التكاليف، كما هو الحال باستخدامهم للزجاجات الحارقة “المولوتوف” في استهداف الاحتلال.
ويمثل سلاح “الزجاجات الحارقة” خطرا أكبر من الحجارة، حينما يتم استهداف جيبات الاحتلال العسكرية وجنوده المقتحمة لمدن وقرى وبلدات الضفة الغربية.
مصدر قلق وإزعاج للمستوطنين
وشكّلت الزجاجات الحاقة مصدر قلق وإزعاج للمستوطنين الذين يحاولون مهاجمة الفلسطينيين وممتلكاتهم، إلى جنود الاحتلال الذين غالبا ما يتعرضون مباشرة لإلقائها نحوهم، الأمر الذي قد يتسبب بآثار وأضرار كبيرة.
وصار استخدام الزجاجات الفارغة بعد تجهيزها بمواد أولية متفجرة ومشتعلة، أحد التقاليد الموروثة في الانتفاضة الشعبية.
واستعمل الشعب الفلسطيني الزجاجات الفارغة كأحد أسلحة مقاومة الاحتلال منذ وقت مبكر، ما مكنه من تطوير كيفية استخدام هذا السلاح من زجاجة حارقة إلى زجاجة متفجرة، وزجاجة حارقة ومتفجرة معاً.