القدس المحتلة-
مثّل الشهيد عدي التميمي مدرسة متكاملة في التضحية والإقدام والإثخان، في الاحتلال الذي لم يتمكن من الوصول إليه طوال 12 يوماً.
ولم تكن عمليتا حاجز شعفاط الفدائية وعملية مدخل مستوطنة “معالي أدوميم”. شرق القدس المحتلة إلا دليلا على شجاعته الاستثنائية في مواجهة الاحتلال. رغم محاولاته الحثيثة للعثور عليه وإجراءاته المشددة طوال 12 يوما.
نجح عدي المرة الأولى في اختراق حاجز محصن نفذ فيه عمليته النوعية من النقطة صفر ثم انسحب. وفي المرة الثانية نجح في الوصول إلى نقطة محصنة أخرى رغم أنه كان ملاحقاً. وأظهر شجاعة استثنائية في استمرار اشتباكه مع الاحتلال حتى والرصاص ينهمر عليه.
وبالرغم من استشهاده، إلا أن اسم عدي وأثره بقيا يلاحقا جيش الاحتلال. إذ اقتحمت قوات كبيرة، صباح اليوم ضاحية السلام ببلدة عناتا في القدس المحتلة. ترافقها الجرافات، تمهيدا للبدء في هدم منزل عائلة التميمي.
واقتحم ما يقارب من 300 جندي من حرس الحدود وشرطة منطقة القدس ووحدات أخرى. مخيم شعفاط، لهدم منزل عدي التميمي، حيث كان على رأسهم قائد شرطة الاحتلال في القدس دورون تورجمان.
ونفذ التميمي عملية إطلاق نار في أكتوبر الماضي، عند مستوطنة “معاليه ادوميم” أصيب فيها جندي بجراح. وعثر بحوزته على قنبلة يدوية وسكين في حقيبة كان يحملها.
ونشرت لقطات للحظة تنفيذ عملية التميمي الثانية، وإطلاقه الرصاص على جنود الاحتلال دون توقف حتى إفراغ مسدسه واستشهاده.
وقد تلقى جسد الفدائي التميمي عشرات الرصاصات من جنود الاحتلال إلا أنه واصل مقاومته حتى الرمق الأخير.
ويعتبر تمكن الشهيد عدي من الوصول إلى المستوطنة وتنفيذه عملية جديدة رغم الحواجز والمعيقات. ضربة قوية لمنظومة الأمن الإسرائيلي التي جندت كل إمكانياتها للوصول إليه.
وجاءت العملية البطولية الثانية للفدائي للتميمي بعد 12 يوماً من عمليته الأولى على حاجز شعفاط التي نفذها من نقطة صفر وأدت لمقتل مجندة وإصابة آخر بجراح خطرة.
وحظي التميمي باحتضان وتضامن شعبي واسع حيث أقدم عشرات الشبان على حقل رؤوسهم وتكرار اسم عدي لتضليل الاحتلال.