الجاسوسية ثلاثة أنواع، أولها: جاسوس المعلومة وهذا يستخدم بشكل تقليدي مخابراتي يكون بالاختراق أو التتبع أو المراقبة وغيرها لتكوين قاعدة بيانات تنطلق منها تحركات العدو صوب الهدف.
جاسوس التأثير بالرأي العام من خلال خلق حالة عامة بشائعة أو تكبير حدث أو ملف؛ والهدف منه جر وجذب الشارع للاهتمام به لما فيه من خدمة للنظرية الأمنية وهذا يحدث من خلال سلاح الشائعات أو صناع الرأي أو شبكات التواصل والإعلام، الهدف هنا تجنيد الظروف والمزاج العام في خدمة العدو وتشويه القدوات والمقاومة ونشر الرذيلة والميوعة وهذا خطير جدا لأنه يمس الجبهة الداخلية التي هي عماد المواجهة وصمود المقاومة.
أخطر الجواسيس ذلك الذي يزرعه العدو في صفوف قيادية حساسة في الجهة المستهدفة ووظيفته ليست معلومات أو مراقبة أو أي عمل تقليدي بل هي وظيفة تغيير وقولبة في القرار؛ وهو يعمل على صناعة القرار بما يطلب منه مباشرة أو بما يحيطه العدو من ظروف وهمية واستشارات ممنهجة تجعله يذهب برأي يناسب العدو ليكون في اجتماع القيادة عنصر تأثير يغير خريطة بقرار أو إقناع تارة بحقائق وأخرى بتأثير على بقية الأعضاء جانبيا ليكون ما يصنعه في جلسة يعادل عمل آلاف العملاء ممن هم في سلاح المعلومة أو المستهدِفين للجبهة الداخلية.
ختاما: البيئة الخصبة لهذه الأساليب هي قلة الرقابة والمتابعة والغباء وقلة الوعي والتعبئة والنفوس المريضة وغياب التحقق.
أعان الله أصحاب الحق وطهر صفوفهم من المنافقين والمحبطين والمرجفين وحمى الله جبهتهم الداخلية وقرار قيادتهم من تلك الوسائل الخبيثة.