آمنًا مطمئنًا خرج الحاج صلاح صوافطة يسعى إلى صلاة الفجر التي طالما واظب عليها، ليعود منها لتلاحقه رصاصات الاحتلال الغادرة في رأسه، فيرتقي شهيدًا بعد أن أدى فريضة الفجر، تمنى كثيرون أن ينالوا ما نال من خاتمة رغم الألم والقهر من ظلم الاحتلال وبطشه.
كان الحاج صوافطة على موعد مع فرح زفاف ابنته “دنيا” بعد أسبوع واحد فقط، إلا أن الاحتلال أطفأ الفرحة وقلبها حزنًا وألمًا وفقدًا، في سياسة متواصلة لإجرامه بحق أبناء شعبنا.
وارتقى الحاج صلاح توفيق أبو جبارة “صوافطة” (58 عامًا)، فجر اليوم الجمعة، متأثراً بإصابته برصاص الاحتلال في رأسه بعد خروجه من صلاة فجر اليوم الجمعة في طوباس.
شهيد الفجر
وتساءلت الناشطة انتصار العواودة: “ماذا قدمت لله في حياتك يا صلاح صوافطة، حتى تنال ما نلت؟”.
وقالت العواودة: “حسن الختام بصلاة الفجر في جماعة في يوم الجمعة، ثم الارتقاء شهيدا بيد عدو محتل غاصب، كم أغبطك على ذلك”.
ووصف مؤيد صوافطة: “لم أر جنازة مهيبة كبيرة عظيمة كجنازة هذا الحاج البسيط صلاح أبو جبارة رحمه الله تعالى، حتى إن الناس صلوا في الشارع من كثر الزحام”.
وقال: “ما هو السر، استشهد فجر الجمعة نحسبه شهيدا ولا نزكي على الله أحدا، وهو خارج من المسجد، كان مواظبا على الصلوات كلها في المسجد وبالذات صلاة الفجر”.
وأضاف: “عرف عنه بحسن الخلق وطيب القلب ومحبة الخير للناس وذلك بشهادة الناس أجمعين”.
حرمان الفرحة
وكتب الصحفي حافظ أبو صبرة: “لم تسمح دنيا لوالدها بالنوم الليلة الماضية باكرا، أصرت أن يسهر معهم وبقيت جالسة في حضنه، كيف لا وهذه آخر سهرة خميس للفتاة في بيت ابيها، حيث ستزف لعريسها يوم الجمعة المقبل”.
وأضاف أبو صبرة: “كانت تتخيل المشهد العظيم، مساء الجمعة الأب يمسكها من يدها اليمنى يقدمها لعريسها الذي سيمسك بيدها الأخرى. طالت السهرة حتى منتصف الليل والفتاة مصرة أن يطيل والدها السهر معهم، لكنه يطلب منها السماح له بالنوم فعليه الاستيقاظ باكرا لصلاة الفجر”.
وتابع: “ينام الأب وتعود الفتاة تودع غرفتها قبيل أسبوع من تركها لها لمنزل العمر، فجرا يستيقظ ويتوضأ، يمر بغرفة ابنته يتفقدها ويشاهدها بكل ما في هذا الكون من حنان فقد بدأ يشتاقها قبل أن تغادر لبيت زوجها”.
وأردف: “لم يمش خطوات معدودة حتى سمع صوت إطلاق رصاص من جنود الاحتلال الذين يقتحمون مدينة طوباس يسرع الخطى مع اقتراب صوت الرصاص، يحاول الاختباء في مدخل منزل قريب لكن رصاصة أطلقها أحد الجنود تباغت رأسه وتصيبه بجراح خطيرة، يرتقي إثرها شهيدا”.