👤 الكاتب والباحث محمد القيق
سيكثف الأمريكي عبر إعلامه العربي الممنهج والمنظم التابع له ظاهرا وباطنا حملة شائعات ضخمة تستهدف الجبهة الداخلية الفلسطينية لإحباطها وترفع معنويات الجيش الإسرائيلي، وسيساندها في ذلك كثير من الإعلام العربي الساذج بطريقة “نقلا عن”، وهذه الطريقة الأخبث للفعل دون فاعل.
اعتاد الأمريكي احتواء الرأي العام العربي للتنفير والتخدير من خلال إنشاء قنوات إعلام واضحة مباشرة تهاجم الشعوب ومقاومتها، وقنوات تمجد الشعوب والمقاومة وتنتقد الأنظمة، ولكل منها وظيفة:
فالأولى الهدف منها تنفير الناس من سياستها ليهربوا نحو قناة داعمة لحقوقهم، وهي واضحة ولا خطر عميقا منها، حيث أن نسبة بسيطة من الشعوب تنطلي عليهم سياستها.
أما الخطورة العميقة فتكمن في تلك القنوات “دموع التماسيح” التي تشعرك أنها ملاذ المعلومة الصادقة، وهناك رويدا رويدا تمتص الغضب وتصبح موجِّهة للمشهد بطريقة عميقة تجعلها لاحقا مصدر الخبر والموجه المباشر، وترسم الميدان بناء على توجيهات الجهات الصانعة لها بصيغة الخبر وبصمة الصورة ومضمون التفريغ الخبيث.
إنها مقبرة الحقيقة بكل الوجوه، وممر التوجيه اللئيم، وترويض النظر والسمع على ناطق البيت الأبيض وجيش الاحتلال ودموع مستوطنة تنتظر في ميدان لعودة “رهينة” كما يُراد أن يُقال.. مع العلم أن هذه السياسة لا يعرفها مراسل أو مدير أو عامل في هذه القنوات، وإنما هي توجيهات عليا دقيقة.
الشعوب ما زالت رهينة ماكينة الإعلام الموجه؛ ذاك المباشر اللئيم والثاني الناعم الخبيث الحنون.
ولذلك بات لزامنا الانتباه للنقل والنشر والصياغة وقاموس المفردات وتوجيه السياسات.
لا تنغروا بمن يسلط الضوء على قضيتكم، فبعضهم يأتي دوره في الربع ساعة الأخيرة ليحرف المزاج ويهيىء البيئة لتمرير أي هدنة أو اتفاق تحت وقع الضغط بالخبر والصورة الصحيحين، ولكن بخبث التوجيه وهدف الصياغة.
الجراح المستثمرة هي تماماً كما فكرة مركز التحقيق؛ بينهم محقق لئيم وآخر حنون، ولا يبقيك أسيرا وينزع الاعتراف منك إلا الحنون، فهو الذي نُسخت صورته في عقلك أنه المتضامن معك في كل المشهد مع أنه هو المشهد بذاته والفاعل المهم ضدك.