تواجه مخيمات الضفة الغربية، واقعاً صعباً بسبب الهجمة التي تصاعدت في الأيام الأخيرة من قبل قوات الاحتلال وأجهزة أمن السلطة.
ومن مخيم الفوار في الخليل جنوباً، إلى مخيم جنين، لا تنفك آلة الحرب الإسرائيلية عن شن عمليات عسكرية تستهدف تدمير المخيمات في محاولة لضرب الحاضنة الشعبية للمقاومة.
سياسة إسرائيلية قديمة، لكنها اليوم تنفذ بأيدي أجهزة أمن السلطة التي اتفقت مع قوات الاحتلال على هدف اجتثاث المقاومة وإنهاء هذه الحالة الوطنية من المخيمات.
الخطيئة
وترى الكاتبة والناشطة الفلسطينية لمى خاطر، أن ما تفعله أجهزة السلطة من حصار لمخيم جنين وملاحقين المقاومين في الضفة، عبث تستعين فيه بالقبيلة للتحريض على الناس وقمع منتقديها، وتبرير أي انتهاك والتصفيق لتصفية المقاومين.
وأوضحت خاطر أن السلطة باتت مستعدة لاقتراف أي خطيئة كبيرة أخرى، ما دامت تمتهن كل هذه القدرة على التضليل، وما دامت أبواق القبيلة تردد رواياتها وتجترها دون تفكير.
عملية الضم
ويتزامن استهداف الاحتلال وأجهزة السلطة لمخيمات الضفة، مع قرب وصول الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترمب للحكم، حيث يرى مدير البحوث في المركز الفلسطيني لأبحاث السياسات- مسارات، خليل شاهين، أن رهان حكومة الاحتلال على دخول ترامب للبيت الأبيض من أسباب التشجيع على تسارع العمليات في الضفة.
وقال شاهين إن “هذه العمليات تأتي على وقع توقعات أوساط الائتلاف الحكومي الإسرائيلي بسماح ترامب بالحد الأدنى بضم أجزاء من الضفة، ما يعني أن العمليات التي تستهدف كتائب المقاومة في المخيمات تهدف لخلق بيئة مستقرة للنشاط الاستيطاني والتوسع وشبكة الطرق والمواصلات وشرعنة العديد من البؤر الاستيطانية، فبيئة مستقرة توقف عمليات إطلاق النار على الطرق والمستوطنين ومواقع الجيش، ستسرع التوسع الاستيطاني”.
وأضاف شاهين أن عملية أجهزة السلطة في مخيم جنين، رسالة انحناء من السلطة أمام العاصفة القادمة من ترمب، لإثبات جدارتها في إنهاء حالة المقاومة، بالتالي التهيئة لأن تتعامل معها إدارة ترامب المقبلة.
رسائل صمود
وأمام ذلك تؤكد فصائل المقاومة في جنين، أن سلاحها وبوصلتها واضحة ضد الاحتلال الإسرائيلي، وأنها لن تسمح لأحد المساس بالسلاح الذي يحمي القضية الفلسطينية.
وتتواصل الردود الفصائلية الرافضة لجرائم أجهزة السلطة وممارساتها القمعية في مخيم جنين، وسط مطالبات للتصدي لأفعالها المشينة والمشبوهة التي تقوم بها هذه الأجهزة، وضع حد لهذه الخطيرة الكبيرة التي تهدد النسيج المجتمعي والوطني.
وتحاصر أجهزة السلطة مخيم جنين منذ ثلاثة أسابيع، بهدف نزع سلاح المقاومة ورضوخا لمطالب الاحتلال، إلى جانب محاصرة المستشفيات في المدينة، لاعتقال المصابين من المقاومين.