جاءت عملية المقاومة جنوب الخليل اليوم الاثنين، حاملة معها معاني جديدة في ترسيخ ثبات الجبهة الداخلية في الضفة الغربية، رغم محاولات الاحتلال وأعوانه في نزع فتيل الفتنة وشق الصف الفلسطيني، سعياً لوأد المقاومة وإنهاء عملياتها المتصاعدة.
وشكّلت عملية الخليل خطورة بالغة توازي عملية حوارة التي وقعت قبلها بـ48 ساعة، وعجز الاحتلال عن الوصول لمنفذي العمليتين حتى اللحظة.
الصحفي والمحلل السياسي محمد القيق قال إن هناك تسارعا في ردود المقاومة، حتى لـم يعد باستطاعة المستوى الأمني إقناع المستوطنين بأنه يسيطر على الأوضاع، وهذا يعني أن الردع والأمن في تدهور كبير جدا، والمقاومة تطرق الأبواب والشبابيك والأسقف ولا تأبه لشيء.
تقوية الجبهة الداخلية
أوضح القيق أن الخطة “ب” تنسفها المقاومة وتعيد التشافي للجبهــة الداخلية الفلسطينية وتقويها،رغم أن الخطة حاولت الفتنة والتفكيك وضرب الساحة.
وأشار إلى أن رقعة المقاومة الجغرافية تتسع وجبهة الضفة تتحصن وتقوى وقرار المقاومة بمطاردة المستوطنين ساري، والجديد الخطير هو تسلسل الانسحاب في حوارة والخليل ودقة الإصابة وهدوء الأعصاب.
وبيّن أن المقاومة تواصل تكتيك “استنزاف وتوقيت ومفاجأة”، وفي الاعتقاد أن ما يجري سيدفع الاحتلال للحديث بلغة السياسة بعد المعاناة الأمنية اليومية.
خطورة بالغة
المختص في الشأن الإسرائيلي جلال رمانة أكد أن خطورة عملية الخليل اليوم بمفهومها السياسي والأمني، يكمن بأنها جاءت بعد أقل من 48 ساعة من عملية حوارة، التي عجزت قوات الاحتلال عن الوصول لمنفذها.
وأشار رمانة إلى أن عملية الخليل ناجحة بكل المقاييس، وأنه حتى لو تم الإمساك بالخلية أو المنفذين أو تصفيتها في منطقة تعد مغلقة ويتم ملاحقتهم بقوات كبيرة جدا وباستخدام الطائرات العمودية، فإن ذلك كله لا يلغي تأكيد أن العملية ناجحة ونتنياهو وبن غفير في وضع لا يحسد عليه.
وأضاف أن “كل يوم يأتي يثبت فشل أجهزة أمن الاحتلال، وكل يوم يعجزون أكثر من اليوم الذي سبقه، كما تثبت المقاومة على قدرتها في الاستمرار والثبات والمواجهة”.
ولفت إلى أن أخطر ما في عمليات حوارة والخليل أنها يمكن أن تشكل مثالا للمحاكاة، بمعنى وجود من سيقلدها ويحاكيها.
وقتل مستوطن وأصيب آخر بجراح خطرة اليوم، في عملية إطلاق نار استهدفت مركبة للمستوطنين قرب “مستوطنة كريات أربع” الجاثمة على أراضي الخليل.
وتأتي العملية في الذكرى الـ54 لحرق المسجد الأقصى المبارك، على يد أحد المستوطنين حيث أتت النيران على منبر صلاح الدين الأيوبي.