توافق اليوم الذكرى التاسعة لاستشهاد القساميين المجاهدين مروان القواسمي وعامر عمر أبو عيشة، أثناء خوضهم اشتباكٍ مسلح مع قوات الاحتلال الإسرائيلي، بعد محاصرة منزل تحصنا به وتم قصفه بالقنابل الحارقة بالخليل في 23/09/2014.
وجاء استشهادهما بعد أكثر من ثلاثة شهور على تنفيذهما عملية أسر الجنود الثلاثة بتاريخ 12/06/2014، والذين عثر عليهم مقتولين بعد 18 يوم من البحث، وقد تمت مطاردة الشهيدين منذ تاريخ العملية، إلى أن ارتقيا إلى العلا بالاشتباك المسلح مع قوات الاحتلال.
مروان القواسمي
ولد الشهيد القسامي مروان القواسمي عام 1985م، ونشأ بين أحضان عائلة مجاهدةٍ، ملتزمة بتعاليم الدين الإسلامي الحنيف، ربت أولادها على الجهاد في سبيل الله ومقارعة أعداء الأمة، وفي المسجدِ كانت له صولات وجولات، فكان محافظًا على الصلاة في المسجد، داعيًا إلى الخيرِ، كما كان متميزًا بالهدوء، فكسب قلوب جميع من حوله من الأهل والأحباب والأصدقاء، كما كان بارًا بوالديه حنونًا عليهما.
كان شهيدنا رفيع الأخلاق، مهذب في الحديث مع عامة الناس، فقد كان محبوباً لوالديه رحمه الله وكان مطيعاً لهما في المنشط والمكره، كما أنه كان من بين الملتزمين في المساجد المحافظين على الصلوات وخاصة صلاة الفجر، وكان محبا لجميع أهله، فيمزح مع أخوته واخواته يحبهم ويحبونه، وكان عطوفا رحيما يساعد الفقراء بما استطاع ويشارك في الأفراح والأحزان.
والقواسمي أسير محرر، تعرض للاعتقال في سجون الاحتلال 5 مرات، وكان اعتقاله الأول حينما كان عمره 18 عاماً، وقضى بالسجن حينها 20 شهراً، وتلقى تعليمه في مدارس الخليل، وخلال دراسته كان مثالاً يحتذى به في الالتزام والانضباط، فنال احترام زملائه ومعلميه وأصدقائه.
كان شهيدنا القسامي مروان من نشطاء الكتلة الإسلامية في جامعة الخليل، وقد تخرج من كلية الشريعة، بينما عرفت عائلته بتاريخها الناصع بالتضحية والفداء والجهاد في سبيل الله.
عاشق القسام
تميز شهيدنا بحرصه على مساعدة الفقراء والمحتاجين وحث أهله وذويه على ذلك، وانضم لصفوف حركة المقاومة الإسلامية حماس في سن مبكرة من عمره، وانخرط في أنشطتها المختلفة وشارك بفاعلية في المسيرات الجماهيرية والأنشطة المختلفة.
عشق شهيدنا القسامي الجهاد مبكرًا، ليتقدم الصفوف، وهو يتمنّى الشهادة في سبيل اللهِ تعالى، حاملًا هم وطنه ودينه، فحقق أمنيته بالانضمام إلى صفوف كتائب الشهيد عز الدين القسام، الذراع المسلح لحركة المقاومة الإسلامية حماس، في سن مبكرة من عمره، فتدرب بين بيارات الضفة على السلاح بمختلف أشكاله لليوم الموعود.
عامر أبو عيشة
ولد الشهيد القسامي عامر أبو عيشة عام 1981م، ونشأ بين أحضان عائلة مجاهدةٍ، ملتزمة بتعاليم الدين الإسلامي الحنيف، ربت أولادها على الجهاد في سبيل الله ومقارعة أعداء الأمة، وفي المسجدِ كانت له صولات وجولات، فكان محافظًا على الصلاة في المسجد، داعيًا إلى الخيرِ، كما كان متميزًا بالهدوء، فكسب قلوب جميع من حوله من الأهل والأحباب والأصدقاء، كما كان بارًا بوالديه حنونًا عليهما.
كان شهيدنا رفيع الأخلاق، مهذب في الحديث مع عامة الناس، فقد كان محبوباً لوالديه رحمه الله وكان مطيعاً لهما في المنشط والمكره، كما أنه كان من بين الملتزمين في المساجد المحافظين على الصلوات وخاصة صلاة الفجر، وكان محبا لجميع أهله، فيمزح مع أخوته وأخواته يحبهم ويحبونه، وكان عطوفا رحيما يساعد الفقراء بما استطاع ويشارك في الأفراح والأحزان.
تعرض القسامي أبو عيشة للاعتقال في سجون الاحتلال مرتين، كانت الأولى عام 2005 وقضى خلالها 6 أشهر في الاعتقال الإداري، والثانية عام 2007، وقد عُرفت عائلته بتاريخها الجهادي والنضالي، وبسمعتها الطيبة بين الناس، حيث كان من أبنائها شهيد وهو شقيق عامر الذي استشهد خلال محاولته إلقاء عبوة ناسفة باتجاه قوة احتلالية، فيما اعتقل والده لدى قوات الاحتلال أكثر من مرة.
تدريب بين بيارات الضفة
تلقى شهيدنا القسامي عامر تعليمه في مدارس الخليل، وكان يدعو إلى الخير وحماية الأوطان، وتميز بأخلاقه الحسنة وصدقه والتزامه في المسجد، وحرصه على الدعوة للجهاد في سبيل الله.
انضم إلى حركة حماس في سن مبكرة من عمره، وانخرط في أنشطتها المختلفة، وشارك بفعالية في المسيرات الجماهيرية والأنشطة المختلفة، وعشق الجهاد مبكراً وتقدم الصفوف وهو يتمنى الشهادة في سبيل الله، حاملاً هم وطنه ودينه.
تحققت أمنيته بالانضمام إلى صفوف كتائب الشهيد عز الدين القسام، الذراع المسلح لحركة المقاومة الإسلامية حماس، في سن مبكرة من عمره، فتدرب بين بيارات الضفة على السلاح بمختلف أشكاله لليوم الموعود.
عملية أسر 3 جنود
ربما كان تاريخ 12 يونيو/حزيران 2014 هو الأكثر شهرة بين أبناء الضفة الغربية خاصة، وأما فلسطين عمومًا، حول ما عُرف بعملية أسر الجنود الصهاينة الثلاثة في الخليل، إلا أن ذاك التاريخ لم يكن سوى الحصاد لكل ما عمل القواسمي وأبو عيشة على الإعداد له خلال الفترة التي سبقته.
ففي ذاك التاريخ أُعلن اختفاء الجنود الصهاينة الثلاثة، وهو ما أدخل الكيان الصهيوني في حالة من الهستيريا الأمنية والعسكرية، فراح يترنح يُمنة ويُسرة من قوة الصفعة التي تلقاها من كتائب القسام والشهيدين البطلين القواسمي وأبو عيشة.
أما في مساء الإثنين 30 يوينو/حزيران من ذات العام، فتم العثور على جثث الجنود الثلاثة بعد 18 يومًا من البحث الصهيوني المتواصل، حيث وُجدوا في مغارة قرب بلدة حلحول شمالي الخليل، فبعد تلك الأيام الطويلة من البحث والتي لم يترك فيها الاحتلال مكانًا إلا وبحث فيه، اعتقل خلالها 773 مواطنًا في الضفة وداهم مئات المنازل، كان الشهيدان قد وضعا جثث الجنود المقتولين في بئر قريب من مكان تنفيذ عملتيهما البطولية.
موعد الشهادة
بتاريخ 23-9-2014م، وعند الساعة الثالثة فجرًا، حاصرت قوات الاحتلال منزلًا، قرب مسجد الرباط في حي الجامعة بمدينة الخليل، تحصن فيه الشهيدان أبو عيشة والقواسمي، وشرعت بإطلاق رصاص كثيف في الحي وأجرت عمليات تفجير في المكان قبل مطالبة قاطني المنزل بالخروج وتسليم أنفسهم للقوات.
وبعد ساعات من إطلاق النار المتبادل، قصفت قوات الاحتلال المبنى بالقنابل الحارقة والفراغية، وأعلنت عن تمكنها من اغتيال المطاردين عامر أبو عيشة، ومروان القواسمي، في عملية شارك فيها أكثر من 100 جندي صهيوني، مدعومين بطائرات استطلاع.