توافق اليوم الذكرى السنوية الأولى على استشهاد القساميين مهند فالح شحادة (26 عاما)، وخالد مصطفى صباح (25 عاما)، من بلدةعوريف جنوب مدينة نابلس، عقب تنفيذ عملية إطلاق النار البطولية قرب مستوطنة “عيلي” بين مدينتي نابلس ورام الله، والتي قتل فيها 4 مستوطنين وإصابة آخرين بجروح خطيرة.
ومنذ اللحظات الأولى للعملية، تداول نشطاء صورا لشهيد مضرج بدمه في موقع العملية، وجرى الحديث عن فرار رفيقه في الهجوم، بينمادفع جيش الاحتلال بتعزيزات عسكرية إلى المنطقة وأعلنها مغلقة ليبدأ مطاردة المنفذ الآخر الذي لاحقته قوات خاصة وقامت بتصفيته فيمدينة طوباس شمال الضفة.
وأعلن الاحتلال اسم الشهيد الأول بعد أن التقط صورة لهويته الشخصية إلى جانب جثمانه المسجى أرضا، وهو الشهيد القسامي مهند فالحعبد الله شحادة (26 عاما).
ميلاد بطل
وفي عوريف وُلد الشهيد مهند شحادة عام 1997 لعائلة تعرف ببساطة حالها وتواضعها، وهو واحد من 4 أشقاء، عرف عنه الشاب “الخلوقالملتزم دينيا ويُعرف بطيبته”.
أنهى شهيدنا تعليمه في مدارس القرية، ثم التحق بكلية التربية الرياضية في جامعة النجاح بنابلس وكان أحد كوادر الكتلة الإسلامية فيها،وتخرج منها قبل 4 سنوات من استشهاده.
وبعد التخرج؛ لم يجد مهند وظيفة بتخصصه الجامعي فاشتغل عاملا في مواقع عدة، وهو على هذه الحال منذ تخرجه، يكدّ ويسعى فيالأرض يحفظها جيدا
وتعرض شحادة للاعتقال في سجون الاحتلال لمدة 3 أشهر، كما تعرض للاعتقال لدى أجهزة أمن السلطة في الضفة المحتلة.
وكانت أجهزة أمن السلطة اعتقلت شحادة قبل تنفيذه عمليته البطولية بعدة شهور، ومكث في زنازينها مدة 17 يوماً دون توجيه أي تهمة له،وتعرض خلالها للتعذيب النفسي والجسدي الشديد.
لحق برفيقه
ولم يطُل فراق الصديقين، فبعد مطاردة استغرقت نحو ساعتين استشهد الشاب خالد مصطفى عبد اللطيف صباح (24 عاما) على مدخلبلدة عقابا شمال مدينة طوباس على أيدي قوات خاصة إسرائيلية لاحقته وقامت بتصفيته.
وكانت قوات الاحتلال قد تتبعت عبر طيران الاستطلاع المركبة التي استقلها صبّاح عقب تنفيذ العملية ولاحقته، وكان ينوي التوجده لمخيمجنين، حيث أصبح مأوى الأبطال والمطاردين.
ميلاد الشهيد صباح
وُلد خالد، الذي يتوسط 7 أشقاء، في عوريف لأسرة بسيطة أيضا. وفيها نشأ وتلقى تعليمه الأساسي قبل أن يلتحق بالعمل باكرا، واشتغلمؤخرا في أحد المحال التجارية بالقرية.
وتزوج خالد قبل عام تقريبا من استشهاده، وأصيب برصاص جيش الاحتلال عام 2020 خلال التصدي للمستوطنين على قريته، ووصفتإصابته آنذاك بالخطيرة وتسببت بإعاقة في رجله.
ويُعرف خالد بتديّنه وبساطته، وكان مهتما بحفظ القرآن الكريم مثل صديقه مهند، وقد تداول نشطاء فلسطينيون صورا للشهيدين معا.
والشهيد صباح هو الآخر نال قسطا وافرا من الملاحق المزدوجة من أجهزة السلطة والاحتلال، فقضى فترة زمنية داخل سجون الاحتلال، ثمتعاقب عليه أمن السلطة استكمالا لدور الاحتلال في محاربة المقاومة.
وكانت أجهزة امن السلطة اعتقلت الشهيد صباح، وتعرض كذلك للتعذيب النفسي والجسدي الشديد.
عملية عيلي
وتجثم مستوطنة “عيلي” التي وتُعرف بتطرف مستوطنيها أيضا على أراضي 5 قرى فلسطينية جنوب نابلس (الساوية واللبن وقريوت وتلفيتوقبلان) وتصادر آلاف الدونمات منها.
وتضم “عيلي” أيضا أخطر المعاهد الدينية العسكرية بإسرائيل، والذي خرَّج ضباطا عديدين في ألوية جيش الاحتلال، ومنهم عوفر فنتورقائد لواء “جفعاتي” والمسؤول عن مجزرة “الجمعة السوداء” في رفح عام 2014.
وفي المستوطنة أقيمت “مقبرة عيلي” على أرض “الخوانق” التي تعود لأهالي قريوت، وهي واحدة من أكثر من 30 مقبرة زرعت بمستوطناتالضفة، وينطلق المستوطنون في تشييد هذه المقابر من فكر أيديولوجي بهدف تثبيت وجودهم والسيطرة على المزيد من الأرض الفلسطينية.