الخليل:
توافق اليوم الـ29 من ديسمبر الذكرى الـ17 على استشهاد المجاهد طه عصافرة، بعد أن أطلقت قوات الاحتلال النار على جسده حوالي 70 رصاصة، للاشتباه بنيّته تفجير حزام ناسف على حاجز فرعون جنوب طولكرم.
سيرة بطل
ولد الشهيد طه عزات عصافرة في بلدة بيت كاحل غرب الخليل بتاريخ 26/4/1976، وتلقى تعليمه الأساسي فيها والثانوي في مدرسة ترقوميا الثانوية للبنين.
حصل على شهادة البكالوريوس في المحاسبة والعلوم المالية من جامعة الخليل عام 1999 وقد عمل في هذه الفترة كعضو ناشط في الكتلة الإسلامية في مجلس اتحاد الطلبة في جامعة الخليل 1998/1999م، وهو متزوج وله ثلاث بنات وولد.
وبعد تخرجه من الجامعة عمل كمحاسب في كلية أبو جهاد لتأهيل الأسرى وفي الجمعية الخيرية الإسلامية في الخليل، وتعرض للاعتقال ثلاث مرات إحداهما كان اعتقالا إداريا.
عرف الشهيد عصافرة بخلقه الطيب وأناقته، وتعامله الرائع مع أبناء بلده وكل من عرفه، وكان محبا للشهادة والشهداء، ومطالعة الكتب الدينية والصحف والمجلات الهادفة.
التحق بجماعة الإخوان المسلمين في وقت مبكر من عمره، حيث تربى على موائد القران والسنة، وبعدها انتظم في صفوف حركة حماس وكان عضوا ناشطا فيها.
يوم الشهادة
وفي يوم استشهاده، وقبل أن يصعد إلى السيارة التي ستنقله من نابلس في طريق عودته إلى رام الله كان الشهيد طه على عجلة من أمره لولا أن استوقفته صورة لأحد الشهداء ملصقة على أحد الجدران وسط المدينة حيث تأملها الشهيد، ودعا لنفسه قائلا: “اللهم اجمعنا بهم على خير”، وهذا آخر دعاء تلفظ به قبل أن يرتقي على حاجز فرعون جنوب طولكرم.
بعدها عاد إلى رام الله في سيارة عمومي كان فيها والشهيدان منفذا عملية حاجز فرعون حينها، وبحسب روايات شهود عيان فإن تشابها ما كان بين الشهيد عصافرة ومنفذ عملية حاجز فرعون.
وصلت السيارة إلى حاجز فرعون القريب من مدينة طولكرم، وقد دار حديث بسيط بينه وبين الشهيد صهيب ياسين منفذ العملية حيث قال عصافرة للشهيد ياسين: “اذهب الجندي ينادي علينا” فقال له ياسين “إما أن تتقدم أو تتأخر أو تبعد من المكان”.
فتأخر شهيدنا عصافرة قليلا، وقام الشهيد صهيب ياسين بتفجير نفسه، فاعتقد الجنود أن عصافرة هو مرافق لمنفذ العملية فأمطروه بأكثر من 70 رصاصة اخترقت جسده الطاهر، فارتقى شهيدًا بتاريخ 29/12/2005م.
والشهيد عصافرة هو خال المبعد المحرر في صفقة وفاء الأحرار القسامي علي محمد عصافرة، منفذ عملية مستوطنة “كرمي تسور” شمال غرب الخليل عام 2002 مع الشهيد أحمد مسالمة والتي قتل فيها أربعة مستوطنين واستشهد في حينه أحمد مسالمة وتم اعتقال عصافرة ومحاكمته بعدها بأشهر.