الضفة الغربية-
توافق اليوم الذكرى الـ20 لاستشهاد المجاهدين القساميين برهان حسني حنني ومحمد لطفي حنني من بلدة بيت فوريك بنابلس، بعدما فجرا حزاما ناسفا كان بحوزتهما بسيارة لقوات الاحتلال اعترضت طريقهما أثناء توجههما لتنفيذ عملية استشهادية في حيفا بالداخل المحتل.
برهان حنني
ولد الشهيد برهان حسني حسن غلمي “حنني” في 1 ديسمبر عام 1984 في قرية بيت فوريك قضاء نابلس، ويعد شخصية ذات حضور مميز في بلدته رغم أنه استشهد صغيرا في السن، فقد كان اسمه علما بين أهل القرية.
ولعل في حسن صفاته وطيبها ما جعله يمسك بزمام قلوب الناس الذين أجمعوا أنه شخص فريد في طباعه، فهو كثير الصمت، حسن الطلعة طليق اللسان، عذب الكلام، معروف بطيبة القلب، مشهود له بالتسامح مع الآخرين وتحمل روحه المسؤولية، شديد الانتماء قوي الشخصية.
وهذا جعل كل من يعرفه يقرأ في عيونه صفات القائد الكبير فاجتمع حوله الأصدقاء والمحبون، مما أهلّه للانضمام إلى صفوف كتائب القسام مع اندلاع انتفاضة الأقصى عام 2000م.
محمد حنني
ولد شهيدنا محمد لطفي محمود أبو خيط “حنني” في التاسع من ديسمبر لعام 1982 ببلدة بيت فوريك شرق مدينة نابلس، ونشأ وتربى بين أحضان عائلة طيبة عرف عنها تدينها ومحافظتها، فكان علماً بأخلاقه وتدينه ودماثة خلقه وحبه لأرضه ووطنه، وقدوة صالحة لكل من عرفه.
درس محمد في مدارس بلدته وقد تفوق في دراسته، كما عرف عنه التزامه بالمسجد باستمرار وحرصه الشديد على حضور حلقات العلم وحفظ القرآن الكريم.
وأدرك أن العلم والقرآن سلاحان متلازمان ولذلك التحق بكلية الاقتصاد في جامعة النجاح الوطنية عرين الاستشهاديين.
ومع اندلاع انتفاضة الأقصى المباركة تميز بنشاطه ضمن فعاليات حركة حماس، حيث شارك بالمسيرات التي كانت تدعو لها الحركة في منطقة نابلس، كما كانت له أنشطة دعوية مختلفة سواء في المسجد أو المدرسة أو جامعة النجاح التي انضم بمجرد التحاقه بها إلى صفوف الكتلة الإسلامية.
عرس الشهادة
في العاشر من نوفمبر عام ٢٠٠٢، كانت حيفا تستعد لاستقبال فارسيها الموعودين، لقد تشرفت باختيارهما لها كمكان للعروج الى السماء، ارتدت أجمل ما لديها من ثياب، واستعدت في ذاك الصباح الرمضاني المبارك.
دخلا فلسطين المحتلة عام 1948، قبلا ترابها وتفقدا أحزمتهما الناسفة المجهزة، وفي وادي عارة المحتل اعترضت دورية للاحتلال السيارة التي كان يقودها شهيدانا، توجه الجنود نحوهما وطالبوهما بالترجل وخلع الثياب، كانت لحظات غاية في الدقة، عليهما الآن اتخاذ القرار المناسب وقد كان.
ما أن اقترب الجنود من السيارة حتى فجر شهيدانا أحزمتهما الناسفة تاركين جنود الاحتلال غارقين في دمائهم وحسرتهم، وصدق شهيدانا ما عاهدا الله عليه، وارتقيا إلى الجنة التي عاشت الأعراس بزفاف فارسين من أبطال القسام.