نابلس-
توافق اليوم الذكرى السنوية الـ21 على استشهاد القيادي في حركة “حماس” وجناحها العسكري كتائب القسام، صلاح الدين نور الدين دروزة، جراء قصف طائرات الاحتلال الإسرائيلي لسيارته بمدينة نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة.
النشأة والتعليم
ولد الشهيد صلاح الدين دروزة في بيت مجاهد معروف بالعلم والتدين والصلاح، فشقيقه الشهيد القسامي عماد الدين دروزة، ووالده عضو في الغرفة التجارية الصناعية بالمدينة ومن رجالات الخير والإصلاح وبناء المساجد.
درس “أبو النور” مراحله الأساسية في مدارس نابلس وكان متفوقا في دراسته، والتحق بعد انتهاء دراسته الثانوية بجامعة القدس “كلية العلوم والتكنولوجيا أبو ديس” وتخرج فيها حاملا شهادة البكالوريوس في الأحياء، وتزوج من عائلة فلسطينية مقدسية.
عرف شهيدنا الكثير ولم يعرفه الكثيرون، امتاز بحداسة كبيرة، فخاض غمار الانخراط بصفوف العمل الجهادي والمقاوم فتتلمذ على يده الكثيرون وكانوا خير تلاميذ، كان جل وقته في الله ولله وفي سبيل نيل الحرية والكرامة ولو كانت على حساب سعادته وفرحته.
كما أن الشهيد كان رديفا في لجنة التنسيق الفصائلي “تحالف القوى الوطنية والإسلامية” عن حركة حماس والتي تقود العمل الوطني في نابلس، بروح من الوحدة والتآلف.
جهاد واعتقال
اعتقل شهيدنا مرتين في سجون الاحتلال لمدة أربع سنوات، وبدأت رحلته مع الاعتقال في سجون الاحتلال عام 1989 حين اعتقل إدارياً، ثم اعتقل عام 1990 وأبعد بعد عامين إلى مرج الزهور، وبعد عودته من الإبعاد، اعتقل ثانيا عام 1994 بتهمة عضويته في الخلية القسامية التي اختطفت الجندي الإسرائيلي “نحشون فكسمان”.
وأبعد عام 1992 والمئات من أهل المقاومة والإباء إلى مرج الزهور، حيث أمضى قرابة عام كامل، وكان من المبعدين النشطين في العمل الإعلامي والاجتماعي وكان مسئولا عن إجراءات الاتصال بين المبعدين وذويهم.
وعرف دروزة خلال مسيرته الاعتقالية، بمواقفه الصلبة أمام إدارات السجون، كما عرف بتحدّيه وعناده الشديد للسجانين في أقبية التحقيق، وصموده رغم التعذيب، كما اعتقل دروزة في سجون السلطة مرتين.
أدى دروزة دورا كبيرا في العمل الميداني والمقاوم إبان الانتفاضتين الأولى والثانية، ما جعله من الوجوه السياسية المعروفة بحماس، وعرف بمواقفه التوفيقية والتجميعية، ما أهله لكون ممثلا لحركته في لجنة التنسيق الفصائلي في محافظة نابلس، وكان محل إجماع وقبول الجميع.
يوم الشهادة
ففي صباح الخامس والعشرين من يوليو/ تموز عام 2001 قصفت طائرات الاحتلال الإسرائيلية السيارة التي كان يقودها دروزة في شارع حيفا بمدينة نابلس، ما أدى لاستشهاده على الفور، وتطاير جسده أشلاء لمسافات بعيدة.