توافق اليوم الاثنين الذكرى السنوية الثانية والعشرون لارتقاء الشهيد محمد لطفي مساد، خلال مواجهات مع قوات الاحتلال على أرض حاجز الجلمة العسكري المقام فوق أراضي مدينة جنين.
ولد الشهيد محمد لطفي محمود مساد سنة 1979م في قرية برقين جنوب غرب جنين، لأسرة بسيطة ملتزمة، وهو شقيق لخمسة أولاد وأربع بنات، درس في مدارس القرية حتى الصف الأول الإعدادي، ليلتحق بعد ذلك بالعمل في تصنيع بيوت البلاستيك الزراعية مع شركة في قرية باقة المحتلة.
ويقول شقيقه الأسير المحرر نادر مساد إن شقيقه “محمد” كان ملتزما بالجماعة في المسجد خاصة صلاة الفجر، كما كان داعما وداعيا للأشبال في المسجد ومناصرا لكل داعية للخير.
نار متقدة
لقد كان شهيدنا محمد نارا متقدة من العمل مندفعا للمقاومة ولكل عمل مقاوم يقرّبه من الشهادة والتضحية في سبيل الله والوطن والدفاع عن شعبنا.
زمع اندلاع انتفاضة الأقصى كان محمد من شباب الحركة الإسلامية في قريته، وكلما ارتقى شهيد شارك في موكب تشييعه حتى ينتهي الدفن، وكان مصرا على نيل الشهادة يصرح بهذا علانية.
وكان دوما ما يتوجه الشهيد مساد إلى حاجز الجلمة العسكري بشكل يومي، يخلي المصابين ويشارك الشباب بكل جود، لا يرهبه إرهاب الاحتلال ولا غطرسته.
وسبقه شقيقه محمود للشهادة بتاريخ 4/10/2000، حيث ارتقى على أرض جنين، ما زاد في اتقاد ناره زيادة على فيه من نار، وبقي مندفعا مقبلا غير مدبر حتى يوم الارتقاء.
ارتقى صائما
ويوضح نادر أن شقيقه محمد خرج يوم الاثنين 21.11.2000 من المنزل صائما قبل الساعة الثامنة من صباح ذلك اليوم.
ويضيفه: “لقيته منتظرا عند محددة قبل أن يفتتح صاحبها المحل، وسألته ماذا تفعل؟ فلم يجبني وقلت له اتبعني نريد رش المزرعة بالمبيد الزراعي، لم يلتفت واكتفي بالإيماء برأسه أي نعم”.
صلّى نادر الظهر وما كاد يخرج من المسجد ليلاقيه اثنان من أبناء البلدة يبشروه بشهادة شقيقه الثاني محمد رحمه الله، مؤكدًا أن شقيقه كان أخا وفيا وسندا منيعا.
ارتقى محمد لطفي مساد صائما مقبلا غير مدبر، على حاجز الجملة العسكري شمال مدينة جنين، إثر اصابته برصاصة أطلقتها قوات الاحتلال في مواجهات مع شعبنا الفلسطيني المنتفض في انتفاضة الأقصى.